تضم جمهورية اندونيسيا محدودة الموارد 14 الف جزيرة ومع ذلك نجد العناية والاهتمام الشديد بكل جزيرة منها، في الكويت الثرية الطافحة بالموارد المالية لا يوجد الا ثلاث جزر رئيسية يرحل اليها الناس، ومع ذلك تعاني من الاهمال الشديد والبشاعة البصرية والبيئية وتحولها لتجمعات عزابية تضم آلاف الذكور بعد ان كانت ملاذا للعائلات والاطفال.
تحتاج جزرنا بعد ان دمرنا العامل البيئي الاصلي فيها الى خلق بيئة جديدة عن طريق انشاء محطات تقطير مياه صغيرة تقوم على الطاقة الشمسية كي تستخدم المياه العذبة في زراعة النباتات والاشجار كالنخيل وجوز الهند حتى تكتسب جزرنا اللون الاخضر بدلا من الاصفر القائم ويسمح للطيور الملونة بالتكاثر فيها ثم تسيّج ويحمى داخل الجزر ويترك للزائرين استخدام السواحل فقط.
بعد سنوات من تلك الحماية ونمو وثبات الاشجار والطيور يمكن اضافة خدمات محددة كمطعم وشاليهات خشبية ذات ارضيات زجاجية داخل البحر تدار بطريقة الخدمة الفندقية كحال جزر بورا بورا وحتى بعض الجزر الاندونيسية، ومعيب حقا عناية الدول الفقيرة ومحدودة الموارد بجزرها واهمالنا الشديد رغم الاموال الوافرة بجزرنا.
ومن الجزر الكويتية الى الجزر الاماراتية وبيان صحافي معتاد عن قضية الجزر يتكرر منذ عقود اتى الرد الايراني عليه بشكل مفاجئ وغريب وغير مبرر حيث امتد الى المطالبة بمملكة البحرين واعتبارها «محافظة» تابعة لايران (!)، ولاحقا لعملية الاعتداء المؤسف على الديبلوماسي الكويتي في طهران دون وجه حق مما يجعل الامر بعيدا عن الصدفة وكأنه يختلق الاعذار لتبرير اعتداءات لاحقة.
ان الجارة الاسلامية الكبرى ايران تتعرض للتهديدات والمخاطر هذه الايام على معطى السلاح النووي الايراني (شبيه بأسلحة الدمار الشامل لدى صدام) ومع ذلك تقوم بالتصعيد بدل التهدئة مع الدول الكبرى والولايات المتحدة (مؤتمر قمة بغداد 90 ضد اميركا) ثم باستفزاز قوة اقليمية مؤثرة هي اسرائيل عبر الدعوة للقضاء عليها (تهديد صدام بحرقها بالكيماوي المزدوج) ثم الاساءة القائمة لعلاقة ايران مع شقيقاتها الخليجيات (تهديد صدام للامارات والكويت 90) ويبث التلفزيون الايراني هذه الليلة ما اسماه باعترافات الجواسيس الاميركان من اصل ايراني هالة اصفندياري وكيان تاجبخش (بث تلفزيون صدام اعترافات الجاسوس البريطاني من اصل ايراني بهزاد بازوفت في 15/3/90)، ان الخليج يخشى من ان تشابه المقدمات لحد التطابق قد يؤدي إلى تشابه النهايات، ومن ثم نشهد عراقا آخر في ايران وهذا ما لا يريده او يوده احد.
في ظل الاجواء السياسية والامنية الحرجة القائمة في الخليج وحقيقة وجود «وزارة» دائمة للامن الاستراتيجي في اسرائيل، يتم صرف الدكتور اللامع شملان العيسى من مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة بعد الجهد والانجاز الكبير له في ذلك المركز تمهيدا لاغلاقه – من يحتاج حقا رؤى او دراسات استراتيجية – او اسوأ من ذلك تحويله لمركز لقضايا الزواج والطلاق المجتمعية ولا حول ولا قوة الا بالله.
آخر محطة:
ومع تلك السخونة الامنية والسياسية تأتي اهمية اختيار من سيدير مكاتبنا الاعلامية في الخارج ومن ذلك حاجتنا الشديدة لجهد وعقل امثال الاخت الاعلامية البارزة سلوى العيد لادارة احد تلك المكاتب، الاخت سلوى هي وجه اعلامي بارز ومشرف، سبق لها ان عملت مع اكبر الصحف العربية والدولية، كما تملك رؤى واطلاعات سياسية واستراتيجية مهمة بعد ان عملت في الجامعة ومركز دراساتها الاستراتيجية لسنوات طوال.