سعد المعطش

رسالة من تحت النجوم

لا أعتقد أن هناك من لم يسمع أغنية «رسالة من تحت الماء» التي صاغ كلماتها نزار قباني وغناها عبدالحليم حافظ. كلمات تلك الأغنية عاطفية، ولكن في كثير من الأحيان تنطبق بعض كلمات الأغاني العاطفية على وضع اجتماعي بعيد جدا عن الرومانسية والمعاناة.

بداية، كلمات الأغنية هي استفسار من محبوب يسأل محبوبه إذا كان يحبه فليساعده للرحيل عنه! وحتما هذا التوسل له أسبابه المنطقية التي لا نعرفها وربما كانت أسبابا منطقية، ولكن من الواضح من خلال باقي الكلمات أنه تخوف من خطورة ما أقدم عليه.

في ختام الجملة الشعرية في المقطع الأول يوضح الشاعر خطورة ما وضع نفسه فيه فيقول «لو أني أعرف خاتمتي.. ما كنت بدأت» تلك الأغنية رغم رومانسيتها وعذوبتها إلا أنها تنطبق على بعض القياديين العسكريين في وزارة الداخلية والذين أمضوا حياتهم وزهرة شبابهم في خدمة وطنهم وشهد لهم الجميع بإخلاصهم في عملهم.

ولكنهم صدقوا من وعدهم بأن الوزارة ما زالت تحتاج لخدماتهم وفوتوا فرصة طلبهم للتقاعد قبل نهاية السنة الماضية، وفضلوا أن يخدموا وطنهم، لكنهم خرجوا بعد انقضاء المدة المحددة ولم ينالوا ما حلموا به من مكافأة نهاية خدمتهم بعد أن وصلوا إلى مناصب ورتب عالية.

فأصبح اليوم حال لسانهم يرددون نفس تلك الأغنية وخصوصا الجملة التي تقول «لو أني أعلم خاتمتي.. ما كنت بدأت»، فلو كانوا يعلمون أن هذه هي خاتمتهم لما صدقوا من وعدهم ولكنهم لا يزالون يرجون من الله ومن ثم سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك أن «يواسيهم ويساويهم» بزملائهم الذين خرجوا من السلك العسكري قبل بداية السنة الحالية.

أدام الله سمو الشيخ جابر المبارك الذي أحب ضباط السلك العسكري وأحبوه من الذين عملوا معه في الدفاع والداخلية، ولا دام من يحسدهم على مساواتهم مع زملائهم السابقين.

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *