مبارك الدويلة

الحرس الوطني.. والاستجواب

طبعاً لا أقصد استجواب الحرس الوطني، وانما سأتحدث في هذا المقال عن طريقة ادارة الحرس الوطني كنموذج، ثم سأعرج في نهاية المقال الى رأيي في الاستجواب المقدم لوزير الاعلام والشباب.
في الزمانات كنا كأعضاء في مجلس الأمة نراجع بشكل دوري قيادة الحرس الوطني، للتوسط لتعيين الاصحاب والاقارب والناخبين، أو نسعى الى نقلهم من كتيبة الى اخرى، وكان المحظوظ الذي يعرف نائباً في مجلس الامة لتعديل وضعه في هذه المؤسسة، طبعاً لم يكن الحال في الجيش والشرطة بأفضل منها، بل هكذا كانت الحال في معظم مؤسسات الدولة!
اليوم وبفضل النظام الجديد لادارة العمل في هذه المؤسسة العريقة، لا تكاد تشاهد نائباً يدلف الى معسكراتها لعمل واسطة، فالتعيين والنقل والندب أصبح بطريقة منصفة للجميع، فمن يجتاز الفحص الطبي وشروط القبول المعلنة يدخل في دولاب القرعة لاختيار من يتوظف ممن تنطبق عليهم الشروط، ويتكرر هذا الاجراء في التوزيع على الوحدات بين من تم اختيارهم بالقرعة! حتى قيل ان أخوين اثنين تم توزيعهما خارج صندوق القرعة أثناء قيام المسؤول في اجازة، وعندما رجع بعد شهرين تمت اعادة عمل القرعة بين الأخوين، فخرج اسم الاول في وحدة في الشمال، والآخر في الجنوب! العمل بهذا الشكل يريح الجميع، ولا يشعر أحد بالظلم، ولو لم ينجح في التعيين، كما ان النواب يتفرغون لما هو أهم لعدم جدوى تدخلاتهم في وجود هذا النظام الاداري الصارم!
مسؤول الحرس الوطني اليوم يقود سيارته من دون موكب، حتى انه تم ايقافه من شرطي على طريق الوفرة، لمخالفته نظام المرور، وعندما كشف عن هويته تردد الشرطي في تسجيل المخالفة، لكن المسؤول هدده بالعقاب ان لم يقم بواجبه ويسجل المخالفة، وفي الغد اتصل مسؤول الحرس الوطني بوكيل الداخلية، وطلب هذا الشرطي الذي دخل عليه مكتبه ليشكره على حسن عمله، وسلمه مبلغ خمسمئة دينار مكافأة له! واليوم تتم مخالفة مسؤول نوبة فيتصل بالنائب ليكلم الوكيل لإسقاط المخالفة!
اليوم يعاني أصحاب الكفاءات من الحصول على مقعد في كليات الجيش والشرطة، بسبب تدخلات بعض النواب والشيوخ، وبعض المسؤولين، بسبب سوء النظام العقيم في الاختيار، الذي يبنى على مقابلة المرشح، وهذا وليدنا، وهذا ولد الجيران! فمتى يتعلم الجيش والشرطة من الحرس الوطني، الذي اصبح نموذجا في الادارة الحديثة الناجحة؟ ومتى يتعلم بعض شيوخنا من الشيخ مشعل الاحمد في التواضع وحسن التصرف في ادارة مؤسسات الدولة؟!

الاستجواب
مع انني كنت أتمنى ألا يتم تقديم أي استجواب إلا بعد ستة أشهر من عمل هذا المجلس، فإن الشيخ وليد كعادته صاحب المبادرات والمفاجآت (صبحنا صباح الشريفات)!
ومع انه استجواب مستحق في مادته، لكنني كنت اتمنى ان نعطي فرصة للمشروع الحكومي الجديد، لمعرفة ما فيه من جديد، قد يغنينا عن الاستجواب، خاصة ان الاستجواب واقالة الوزير لن يعجلا في مشاركتنا في الالعاب الرياضية، الا بعد تعديل القوانين!
عموماً نتمنى ان نستمع الى استجواب راقٍ، ونتمنى ان نستمع من الوزير الى تعهد مرتبط بزمن محدد باصلاح حال الرياضة، وليس بالضرورة كل استجواب ينتهي بتقديم طلب طرح ثقة، فالاستجواب أداة رقابية مغلظة، تمارس للفت انتباه الوزير الى خطورة الوضع في وزارته، كما اتمنى ألا نجد عند الوزير العناد في التعامل مع مواد الاستجواب، او التقليل منها، حتى لا يضطر النواب الى الذهاب الى أبعد مدى معاه!

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *