غنيم الزعبي

بديت أشك في الوسادة

يقول: أجلس أمام التلفاز أو أقرأ كتابا حتى يكاد يسقط رأسي من شدة النعاس، لكن ما ان أضع رأسي على الوسادة حتى يطير كل ذلك ويختفي ذلك النعاس اللذيذ ويحل محله أرق قبيح، ويبدأ عقلي داخل رأسي بفتح ملفات قديمة وجديدة وكأنها شريط أفلام، أقوم من سريري أتعوذ من الشيطان أتوضأ وأصلي ركعتين وأقرأ بعض القرآن فتهدأ نفسي وتكون جاهزة ومهيأة لنوم عميق ومريح، لكن ما إن أضع رأسي على تلك الوسادة حتى يبدأ ذلك الشيء الذي كأنه مربوط بزر في الوسادة بالعمل ما ان أضغط برأسي عليها وتبدأ معه رحلة الأرق المزعجة.
بدلت الوسادة بوسادات كان أغلاها بـ 70 دينارا، لكن من دون فائدة فكلها تقوم بنفس الدور، منعي من النوم ما ان أضع رأسي عليها، كرهت شيئا اسمه وسادة.
قلت لصاحبي: هذه العلة ليست في الوسادة، ما تعاني منه يعاني منه أغلبية الشعب الكويتي، ركاب سفينة صغيرة تبحر في بحر هائج أمواجه تتلاطم حتى كأنها تصل عنان السماء.
وفوق هذا ركاب السفينة كل اثنين ثلاثة منهم يمسكون بخناق بعضهم في جدال بيزنطي سخيف لا يكل ولا يمل.
وكلهم يعانون من أمراض ومشاكل صحية بشتى أنواعها فلا يوجد مرض في العالم إلا والتقطوه.
لديهم همّ تعليم أبنائهم الذين لا يتعلمون شيئا في المدارس ولديهم هم السكن حتى انهم يشارفون على الشيخوخة بل ويتوفى بعضهم وهو لم يحظ بسكن يضمه هو وعائلته بعيدا عن الإيجارات الفاحشة والشقق التي لم تعد تكفي عدد افراد اسرته.
وهو كذلك يعاني من هذا الراتب الذي يعد من اعلى الرواتب في العالم لكن شيئا ما، ولعله سحري، يحدث له في النصف الثاني من الشهر حين يتبخر ثلاثة ارباعه.
تسأله: وين راح معاشك؟ يرد عليك بأغلظ الأيمان: لا اعرف فقط دخلت الجمعية ثلاث مرات طار ربعه على الرغم من تواضع الأغراض التي اخذتها. ثم اقساط السيارة والقروض التي تبدو كأنها إلى الابد.
وبعدها الإيجار والمدرسون الخصوصيون وأسعار البنزين وغيرها من امور كأنها وحوش مفترسة تنتظر الراتب عند (راس العاير) وتنقض عليه حتى تمزقه إربا إربا.
عرفت يا صديقي ليش ما تنام؟ ولا ينام معك اغلب الشعب الكويتي.
٭ نقطة اخيرة: يكون للأرق أحيانا اسباب صحية تستدعي مراجعة الطبيب. فلا تهملوا انفسكم وتضعوا اللوم على الوسادة.

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

غنيم الزعبي

مهندس وكاتب
twitter: @ghunaimalzu3by

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *