كامل عبدالله الحرمي

النفط الثقيل.. المهمة الصعبة

للوصول ولتحقيق الرقم المطلوب لزيادة إنتاج النفط الخام الكويتي للوصول الى معدل إنتاج الى أكثر من 3 ملايين برميل في اليوم مستقبلا يجب الاستثمار في زيادة انتاج النفط الثقيل في شمال الكويت. بمعنى زيادة انتاج حقل الرتقة للوصول الى 50 الف برميل من هذا النوع من النفط بحلول عام 2019، ومن الممكن كذلك الوصول الى أكثر 250 الف برميل في مراحل لاحقة مع استمرار العمل والاستثمار باستعمال احدث التقنيات. ولأن النفط الثقيل هو نفط غير تقليدي، وهو حديث على شركة نفط الكويت. والحاجة الى شركات نفطية عالمية متخصصة ولها خبرات في هذا المجال تحديدا.
ولا تعتبر منطقة الشرق الأوسط عموما مكانا حيويا لاستخراج هذا النوع من النفط الخام، الا ان تسارع وتزايد النشاط في هذا المجال أدى ايضا إلى زيادة التركيز على هذا النوع من النفط وتجدد التقنيات الجديدة وامكانية استخراجه من الحقول الموجودة في منطقتنا.

وتحتوي منطقتنا على اكثر من 800 مليار برميل احتياطي مثبت من النفط الثقيل. إلا أن عدم وجود حقول منتجة سهلة أجبرت الشركات الوطنية على التوجه الى النفط الثقيل.
وكلفة النفط الثقيل أعلى بكثير من النفوط التقليدية، وقد يتجاوز معدل 23 دولارا للبرميل الواحد عندنا في الكويت، لكنه يكون منخفضا اذا قارنا بالمناطق الأخرى خارج الشرق الأوسط، والذي يفوق 45 دولارا للبرميل، وبمعدلات انتاج اقل. اعتمادنا على نفوط غير تقليدية سيتزايد، وهذه هي حال جميع الدول المنتجة للنفط. ولدينا احتياطيات كبيرة اذا ما أخذنا مثلا حقل الرتقة الذي يزيد على 20 مليار برميل، وهو ما يعادل إنتاج الكويت من النفط الخام عند 3 ملايين برميل لمدة 20 عاما. هذا بالإضافة الى حقول منتجة اخرى في الشمال وفي جنوب البلاد.
من الصعب بيع النفط الثقيل مباشرة الى الأسواق من دون اعطاء خصومات كبيرة، ولهذا يجب على القطاع النفطي استهلاكه وتكريره محليا وفي مصافينا، ولنحصل على القيمة المضافة والاستفادة القصوى ماليا. وكذلك في مصافٍ مشتركة في الخارج. هو فعلا نفط صعب وثقيل ومكلف، لكن لا بديل عنه.

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *