مبارك الدويلة

كلينتون.. من فمك أدينك!

شخصياً أتمنى فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية. صحيح أن ترامب عدو واضح للمسلمين والأقليات في أميركا، لكن عدواً واضحاً خيرٌ من عدو خفي. نعم، ترامب أول مرشح رئاسي يعبر بلسانه عمّا يختلج في قلبه، وأول مرشح يعلن في برنامجه الانتخابي خصومته للإسلام والمسلمين، بينما كان المرشحون السابقون يخفون هذه الحقيقة إلى أن يصلوا إلى البيت الأبيض، مطبقين المثل الشعبي «تمسكن إلى أن تمكّن»!
المرشحة الرئاسية هيلاري كلينتون ليست بعيدة عن هذا السياق، وما يجري في الطريق إلى المكتب البيضاوي، فهي تعلن تعاطفها مع الأقليات، ومنهم المسلمون، لكنها في الحقيقة تضمر مشاعر ترامب نفسها، إن لم تكن أشد.
حادثة ملهى أورلاندو كشفت هذه الحقيقة الكلينتونية، عندما ذكرت بالحرف الواحد أن دولاً مثل الكويت والسعودية وقطر تمول الإرهاب من خلال تبرعات مواطنيها لمساجد ومراكز إسلامية! ونست، أو تناست أنها في كتابها الأخير، الذي صدر تحت عنوان «خيارات صعبة»، ذكرت أن الولايات المتحدة الأميركية هي التي أوجدت «داعش» وأسست تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، وأن هدف هذه الخطوة هو تقسيم الشرق الأوسط، وأنها طافت على 150 دولة حول العالم، وطلبت منها الاستعداد لهذه المرحلة! فمن هو الداعم للإرهاب؟! أهو الدول التي تراقب العمل الخيري لدرجة تمنع الدينار من أن يُدفع نقداً للجان الخيرية، أم الدولة التي تنشئ المنظمات الإرهابية وترعاها؟ على الأقل نحن في الكويت لدينا شهادات تزكية من وزارة الخزانة الأميركية ووزارة العدل الأميركية للجمعيات الخيرية عندنا، لكن العتب على أغلب سفراء دول مجلس التعاون، الذين لم يكلفوا أنفسهم الرد على كلينتون في هذا الاتهام! ولو كان الاتهام لأحد أبناء الأسرة لقامت الدنيا عندنا ولم تقعد، ولتم استنفار جميع السفارات والقنوات الدبلوماسية للرد على هذا الاتهام الباطل!
الغريب في الموضوع أن كلينتون تعلم أن الذي قتل الشواذ أخذ تعليمه الديني من مصادر غير موجودة في دول الخليج، بل هناك في الضفة الثانية من الخليج، وكان عليها أن تذكر تلك الدول، لكننا في الخليج الحلقة الأضعف التي يفضفض فيها الغرب لشعوبه المضللة!
إن كانت أميركا حريصة على متابعة مصادر الإرهاب وتجفيف منابعه، فإن ما يجري في سوريا والعراق من قتل للمدنيين وتهجير للنساء والأطفال وتعذيب للأسرى وفقاً للهوية يحدد المصادر الرئيسية للإرهاب وكيفية تغذيته، لكنها عين الرضا الكليلة عن كل العيوب!
نحن هنا لا نناكف أميركا ولا نتحداها، فالمقارنة غير واردة، لكننا نتمنى على كلينتون، ومن يأتي للبيت الأبيض، أن يعلم أننا ــ شعوب الخليج ــ ندرك جيداً ما يُحاك ضدنا من خصومنا، ونعلم كذلك أن من تداعيات الاتفاق النووي تغيير بوصلة المصالح الغربية والتحالفات الجديدة باتجاه الشرق، وأن أمن دولنا لم يعد من أولويات حلفاء الأمس، بل أصبح مسؤولية أبنائه ليس غيرهم!
مرحباً بدونالد ترامب، فلعل وصوله يصحصح من لا يزال نائماً في عسل الأميركان من أبناء الخليج!
***
تمر هذه الأيام الذكرى الأولى لوفاة الشاعر الكبير مبارك الهيم العازمي، غفر الله له وأسكنه فسيح جناته!

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *