عيد ناصر الشهري

لن يرتفع النفط إلا بارتفاع الطلب

تستخدم نظرية الألعاب Game Theory لتعريف بعض الحالات الاقتصادية التي تختل فيها نقطة التوازن بين العرض والطلب المتوقع، وتستقر الأسعار عند مستوى توازن جديد غير متوقع. وقد يعرف مستوى التوازن الجديد علمياً بنقطة توازن ناش او Nash Equilibrium نسبة الى جون ناش عالم الرياضيات الأميركي الحائز على جائزة نوبل في الرياضيات سنة ١٩٩٤. وقد استنتج العالم المذكور بانه توجد نقطتا توازن او اكثر عندما يكون هناك اكثر من اختيار وأكثر من طرف في العملية الاقتصادية.
وقد نشر العالم جون ناش بحثه في سنة ١٩٥٠ في المجلة الوطنية لأكاديمية العلوم الاميركية، وقد كان العالم وقتها بروفيسوراً في جامعة برنستون. وتم توثيق حياته في كتاب العقل الجميل Beautiful Mind، الذي تم تصويره في فيلم عنه بالعنوان نفسه.
ونستطيع تطبيق نظرية اللعبة على حالة منتجي النفط في الوقت الحالي. لانه من الواضح ان مصلحة جميع المنتجين تقليص العرض للوصول الى اسعار عند نقطة توازن عالية. الا ان كل دولة منتجة قد تستفيد على حساب باقي المنتجين في حال قامت بخرق الاتفاق أولاً. لذلك يتهرب جميع المنتجين من الاتفاق خشية قيام احدى الدول بالغش وخرق الاتفاق، مما يسبب خسارة كبيرة للدولة التي تستمر على اتفاق خفض الانتاج، فيما يقوم الآخرون بزيادة إنتاجهم من النفط. لذلك لا تتفق جميع الدول وتضخ باقصى كمية ويصل العرض الى اقصاه وتنخفض الأسعار لتصل الى نقطة توازن منخفضة.
لذلك يعتبر وجود طاقة انتاج اضافية من النفط متوافرة للعرض لدى الدول المنتجة للنفط في الوقت الحالي بمنزلة مؤشر على احتمال استمرار انخفاض اسعار النفط لفترة طويلة. لان كل دولة سوف تستمر في ضخ كميات اضافية لحماية ايراداتها المالية من التضاؤل. ولن يتم حل هذه الاشكالية الا بعد زيادة الطلب بسبب انخفاض سعر النفط تدريجياً. لانه من الصعب تخفيض الطاقة الإضافية الناتجة بعد حفر الآبار النفطية. وحتى عند افلاس الشركات التي تنتج النفط الصخري سوف يتم استحواذ شركات اخرى على تلك الآبار المنتجة والاستمرار في ضخ النفط. ويراهن المنتجون على زيادة الطلب على النفط لانتشال اسعار النفط على المدى الطويل.

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

عيد ناصر الشهري

شركة الأجيال القادمة للاستشارات
e7sibha@
* تقدم الشركة خدمات إعادة هيكلة للشركات المتعثرة.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *