محمد الوشيحي

بلْع العافية… قبل الطرّ

أجمل لحظات الكتابة تكون على أنغام “الدريل”، أي المثقب، أو المتكب باللغة التركية. ياااه على صفاء ذهني ونقائه وأنا أكتب هذه المقالة على أنغام هذا المثقب، وإيقاع المطرقة على الجدران، وصراخ الصنايعية وضحكاتهم في منزلي.
ولا يكتمل هذا الجمال إلا بمشاهدة لقاء مسجل للمسؤول الأمني المفوّه اللواء مازن الجراح، الذي أبدع، لا فض فوه، في إظهار الحكومة الكويتية بصورة إنسانية فائقة شائقة، تحترم الرأي، وتقدس صاحبه وتقدره، وتقدر أسرته معه، وترفع شعار المرحلة الجديدة: “ابلع العافية كي تنجو بنفسك”. يا عيني عليه. هكذا يجب أن يظهر المسؤولون في وسائل الإعلام، ليفرضوا هيبة الدولة، على طريقة نبيل وعبدالحميد والجاهل السافل التافل، وعلى وقع تصفيقهم وصيحات إعجابهم. والحمد لله أن اللقاء انتهى قبل أن يضرب سعادة اللواء بيده على الطاولة، ويصرخ وهو يخاطب الكاميرا: “أي صاحب رأي معارض، أقسم بالله أطره بيدي أربع وصل، قوموا ألعن أبو هالشوارب”.
على أن أجمل تعليق على ما جاء في لقاء هذا المسؤول الأمني، هو ما كتبه النائب السابق، د. عادل الدمخي، في حسابه في تويتر: “هيك مرحلة بدها هيك مسؤولين”.
ووالله وبالله، هذا البلد لا يُخشى عليه من العدو الخارجي، بقدر ما يُخشى عليه من سلوكيات بعض مسؤوليه.
فاللهم احم الكويت من إرضتها التي لا تتوقف عن نهش أساساتها، قبل أن تقع على رؤوسنا جميعاً.

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *