كامل عبدالله الحرمي

نتائج غير مطمئنة

أعلنت معظم الشركات النفطية العملاقة نتائجها المالية للربع الثالث، بانخفاض في ايرادتها المالية للعام الحالي، ولم يتبقّ إلا 3 أشهر للنتائج النهائية، ولن تكون أفضل من الأشهر التسعة الماضية. لكن هذه النتائج كانت متوقعة وسط ظروف انخفاض اسعار النفط، التي هبطت بأكثر من %50، ومن المتوقع ان تظل الاسعار عند مستوياتها الحالية حتى نهاية الربع الأول من العام المقبل، وان لم نقل حتى نهايته.
وتراجعت ايرادات معظم الشركات النفطية العملاقة، مثل «بي.بي» البريطانية، وشل وتوتال وكونكو فيلبس، بحوالي %40، وبنفس المعدل ستكون النتائج المالية لبقية الشركات النفطية الأخرى. اي لا مفر من هذه التقارير المالية السيئة مع انحدار واستمرار اسعار النفط الى ما دون 50 دولاراً. وقررت شركة شل مثلاً الخروج وبيع نصيبها من استثماراتها في النفط الرملي في كندا، ومن التنقيب في ألاسكا، بكلفة قد تزيد على 8 مليارات دولار.
طبعا الشركات النفطية تستطيع ان تتعامل مع الحالة الحالية بالتخلص اولا من العمالة، وبنسب تترواح ما بين %10 الى %15. ثم تبدأ بنفسها بالتخلص من الوحدات التي لا تدر عليها عوائد مالية عالية، او انها تحقق خسائر. ثم تبدأ تنظر حولها والى زميلاتها وأمكانية فرص الاستحواذ بالكامل، خاصة ان قيمتها السوقية قد انخفضت، أو انها فعلا غير قادرة على التعامل بالمعطيات الحالية من انخفاض اسعار النفط، وقد لا تستمر. ومن هنا تبدأ الشركات العملاقة بضم هذه الشركات، ثم تقوم بتجزئتها وبيعها الى شركات منافسة، التي تستطيع شراءها بدلا من شراء اجمالي الشركة. وهي فرص للشركات المتوسطة الحجم، وأفضل مثال شراء شركة البترول الكويتية العالمية لجميع محطات شركة شل التابعة لها في ايطاليا. تخلصت شل من وحداتها التي لا تحقق لها ايردا ماليا مجديا، والشركة الكويتية تريد ان تتوسع، وان تكون في مركز قيادي في قطاع التجزئة.
ستظل أسعار النفط منخفضة طالما الكل سينتج وسيزيد من انتاجه. والنفط بحاجة الى من يدير المعروض. والمدير غائب حاليا حتى اشعار آخر.

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *