حوراء معرفي

صعوبات التعلم الاجتماعية و الانفعالية-١

مما لاشك فيه أن صعوبات التعلم الأكاديمية التي تؤدي إلى الانخفاض في التحصيل الدراسي ، يترتب عليها شعور بالإحباط و الحزن و القلق لدى التلميذ ، و بالتالي يمكن أن يعاني من بعض المشكلات الاجتماعية و الضغوط الانفعالية ، خصوصاً إذا لم يتم أي نوع من التدخل المهني من قبل أي من المتخصصين في المجالات المختلفة ذات الشأن ، مع الدور المفترض لولي الأمر .
إلى جانب ما سبق هناك نوع من الصعوبات تتعلق بالجانب الاجتماعي و الانفعالي ، و لها تأثير على معظم مواقف الحياة ، و الاهتمام بها أمر لا يقل أهمية عن الاهتمام بالصعوبات الأكاديمية و النمائية ، و فيها يكون لدى الفرد قصور في جانب من الجوانب الاجتماعية أو الانفعالية تؤثر بدورها في صعوبات التعلم .

عرف كل من فوجن و هاجر (١٩٩٤) المتعلمين ذوي صعوبات التعلم الاجتماعية و الانفعالية بأنهم المتعلمين الذين لا يتفاعلون إيجابيا مع الآخرين ، فهم آخر المتعلمين الذين يُختارون في الأدوار و المواقف التفاعلية الجماعية القائمة على تعاون و تضافر جهود أقرانهم ، بسبب أنهم أقل تقبلاً من أقرانهم و معلميهم ، و حتى عندما يحاول بعض هؤلاء المتعلمين أن يبدأ أو ينشئ تفاعلاً اجتماعياً مع المعلم أو الزملاء ، فإنهم يجدون نوعا من التجاهل أو الإعراض ، و من ثم تتجه أنشطتهم و تفاعلاتهم و سلوكياتهم إلى أن تكون مضطربة أو عدوانية أو غير فعالة (ابراهيم،٢٠١٠) .
تظهر صعوبات التعلم الاجتماعية و الانفعالية في حالة قصور أداء التلميذ في واحد أو أكثر من المهارات التالية :
– قبول التعليمات و التوجيهات :
تشمل التصرف بطريقة لائقة في المواقف الاجتماعية ، أداء الدور الاجتماعي ، و القدرة على التكيف مع المواقف الاجتماعية .
– النمط العام :
مجموعة الخصائص السلوكية التي تدل على انحراف الفرد عن المتوقع في النشاط العقلي العام أو بتحصيله العام ، أو الانفعالية العامة ، عن المتوسط فيهما أو أيهما بالنسبة لعمره أو صفه ( الزيات،١٩٩٩) .
– الالتزام بالأدوار الاجتماعية و عدم تجاوزها :
أن يستطيع الفرد تلبية حاجاته و. توفير أدواته اللازمة ، التعاون مع أفراد المجموعات التي يتنمي لها ، تقديم اقتراحات لحل المشكلات التي تواجه الجماعة .
– التواصل الانفعالي :
القدرة على التعبير عن الذات و الانفعال ، و القدرة على الإصغاء للآخرين و تفهم مواقفهم .
– الاستماع و عدم مقاطعة الآخرين .
– المشاركة الاجتماعية :
الاشتراك في الأنشطة الاجتماعية ، ابداء النصح ، و أن يكون له دور فعال بالجماعة .
الجانب الاجتماعي من أهم جوانب حياة الفرد ، حيث أن كل فرد لا يمكن أن يعيش وحيداً ، و المقصود بالوحدة ليس الجلوس بمكان بمفرده ، إنما تشكل أيضا وجود الناس حوله و لكن دون تفاعل و لا علاقات معهم ، لذا يتطلب الاهتمام بهذا الجانب ، فهو مفتاح لحل جميع المشكلات الأخرى ، للموضوع تكملة في المقال القادم بإذن الله .

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *