عبدالوهاب جابر جمال

بين قتل البطة ومنفذ العبدلي سمعة الكويت واحدة

شاهد الجميع مقطع الفيديو الذي يروي ما قام به مجموعة من الشباب باصطياد “البطة المسكينه” وذبحها وفق الشريعة الاسلامية وطبخها ، وكيف استنفرت الحكومة واعتبرت هذا الأمر تشويه لسمعة الكويت في الخارج وطالبت الدولة المعنية بكشف هوية القاتل وتسليمه للكويت لمعاقبته ووو الى اخره.

هنا سواءً اتفقنا او اختلفنا مع موقف الحكومة من هذا الامر ومدى صرامتها في مواجهة هذه الظاهرة و التي انتشرت في اوربا من قبل السياح الكويتيين والخليجين ، فحادثة البطة هذه ليست الحادثة الاولى بل هناك ظواهر مماثلة انتشرت في السنوات الماضية ، واعتقد ان اهم ما يردع هذه الظواهر هو قيام تلك الدول “التي يحدث بها مثل هذه الامور” بمحاسبة الفاعل وفق قانونها لينتهي الامر ويتم ضبطه وتطبيق القانون عليه.

ولتتفرغ “حكومتنا الرشيدة” لمواجهة من يشوه سمعة الكويت في الخارج “من الداخل الكويتي” والذي يشاهده كل “سائح” او مار مروراً “ترانزيت” بالكويت والذي تصنعه الحكومة بيدها ، فعلى سبيل المثال فإن القادم للكويت أول ما يشاهده هو المطار أو المنافذ البرية واللذان يعتبران النافذة الرسمية الأولى والاخيرة للبلد وبهما “فحدث ولا حرج” من الامور التي تشوه سمعة الكويت.

فمن المطار المتهالك والذي يعاني من (الخرير المتكرر لمبانيه وانقطاع التكييف به لعدة مرات) بالاضافة الى الفوضى وقلة عدد الكاونترات والتي يساهم به الموظفين في الجوازات وغيره بها “بقصد او بدون قصد” كل هذا والحكومة لا تحرك اي ساكن ولا ترمش لها عين.

كما ان المنافذ البرية والتي تعاني الامرين لا سيما منفذ العبدلي والذي يعتبر محطة مهمة لمن يرغب بزيارة المقدسات الاسلامية في العراق “لأنه يعتبر الممر الرئيسي للزوار القادمين من مملكة البحرين والمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية بالاضافة للزوار الكويتيين” و الذين يتوافدون للمنفذ طوال السنة وخصوصاً في بعض المناسبات الدينية (كيوم عاشوراء و الاربعين ويوم عرفة) فبمجرد المقارنه بين تعامل الموظفين في الجانب الكويتي والعراقي يعرف الكل الفرق الشاسع ويخجل من تعامل ابناء بلده مع ضيوفه.

فالزائر يضطر للمكوث في المنفذ لساعات طويلة منذ الصباح الى المساء وخصوصاً زوار البحرين والمنطقة الشرقية (كما حدث في يوم السبت الماضي) لا لشيء سوى للتعسف والبعد الطائفي الذي يتعامل به موظفي هذا المنفذ و بعلم مسبق من قبل المسؤولين في الوزارة دون ان يحركوا ساكناً ، فطوال السنة يشتكي الزوار الخليجيين من التعطيل والمماطلة التي يعانون منها من قبل الجوارات تارة والجمارك تارة اخرى رغم تنوع اعمارهم فمنهم الكبار والصغار والمرضى والنساء دون ادنى مراعات لهم.

وقد وصل الامر للسيد وزير الداخلية لعدة مرات دون اي تحرك يذكر سوى التحرك الآني والتساهل مع الشاكي وبعدها (تعود حليمة لعادتها القديمة) ، فللأسف لا يوجد لا قانون حاسم لمعاقبة هؤلاء الموظفين المتعسفين ولا ارادة حقيقية من المسؤولين لمعالجة الامر نهائياً رغم الوعود المتكررة من قبل الوزير ووكلاءه للنواب الذين يتحدثون معهم مراراً وتكراراً ويتحركون لمعالجة الأمر.

فهذه الممارسات هي من تضر بسمعة الكويت ، خصوصاً وان هذه الممارسات تحسب ضد الحكومة والبلد ككل لا ضد افراد معينين ، فهؤلاء الزوار ( القادمون او المغادرون) يروون معاناتهم في المطار أو المنفذ البري عند عودتهم لبلدهم لتتكون صورة سوداوية للكويت ، فالحكومة هنا هي المتسبب الاول لهذا التشويه ومع التحذيرات المتكررة للوزير ووكلاءه الا انه لا حياة لمن تنادي.

فختاماً على “الحكومة الرشيدة” ان تبدأ بخطوات عملية لمعالجة هذا التعسف ولتعاقب كل شخص يقوم به ، كما تلاحق “قاتل البطة” وغيره حفاظاً على سمعة الكويت من الداخل و الخارج.

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *