حسن الهداد

قضيا نحبهما بجرعة زائدة

كم أسرة تفككت بسبب إدمان رب الأسرة المخدرات؟ وكم من الأبناء تيتموا؟ وكم من والدة فقدت ولدها بسبب تعاطي المخدرات؟ وكم من الأسئلة التي لا تنتهي بسبب آفة المخدرات التي حطمت آمال ومستقبل أسر كثيرة؟
إلى متى والمجتمع يتألم من أخبار محزنة نتيجة تلك الآفة؟ ففي كل يوم نقرأ بالصحف المحلية عن أحداث ومآس عن عالم المخدرات، أخبار مؤسفة مثل «شاب وشابة قضيا نحبهما اثر تناولهما جرعة زائدة، وتم العثور على أدوات التعاطي بجانبهما».

ومن القصص المحزنة التي سمعتها عن حالات الإدمان، كانت كالتالي «عاد الشاب المدمن إلى منزله في ساعة متأخر من الليل يريد أن يسرق المجوهرات، فسألته أمه: هل تريد أن تسرق أمك؟ فكانت ردة فعله بأنه ضربها وأمسك برقبتها يريد قتلها، فتقول الأم: والله انني رأيت الموت أمام عيني ولولا زوجي لكنت من أعداد الموتى».

لاشك أن هناك عوامل كثيرة ان اجتمعت ستكون هناك بيئة خصبة لإدمان المخدرات، فمثلا أصحاب السوء بالدرجة الاولى، وضعف رقابة الأسرة، وضعف الوازع الديني، كل تلك الأمور تتأثر بمدى استقرار الأسرة، وأهم وسيلة للحد من ظاهرة الإدمان هي أن تسترجع الأسرة دورها في الرقابة والتوجيه وغرس المفاهيم الدينية التي من خلالها يستطيع الشخص أن يحصن نفسه من هذه الممارسات السلبية، وفي حال ان كثرت المشاكل الأسرية، هنا سيصبح ولاء الشاب لأصدقائه أكثر من ولائه لأسرته وهنا سيكون فريسة سهلة لأصدقاء السوء.

اذا أدمن الشخص على المخدرات نتيجة ظروف مختلفة مر بها، يجب أن يتم التعامل معه على أنه مريض وليس مجرما، كما يجب علاجه في مصحات مؤهلة مشابهة لمصحات الدول الأوروبية كونها هي الأفضل من حيث النتيجة الإيجابية والتي تحقق الشفاء، ومن ثم يتم تأهيله كي يندمج مع المجتمع الصالح بشكل طبيعي وهذا الأمر يتطلب مراقبة ومتابعة وإرشاد لاسيما في العام الأول من الشفاء.

ولا بد من وزارات الدولة كالتربية والأوقاف والداخلية والجمارك تفعيل مسؤولياتها للحد من انتشار المخدرات وحالات الادمان، فكل تلك الجهات مرتبطة ببعضها وعليها التنسيق لمكافحة تلك الآفة، ولكن للأسف لم أر هذا التوافق للحد من هذه المشكلة، بل بالعكس هناك إحصائيات تؤكد أن أعداد الإدمان في تزايد مستمر، الأمر الذي يعكس الصورة الحقيقية بشأن تلك المشكلة.

أقولها وأكررها.. متى ما كان هناك دور حقيقي وتنسيق بين الجهات المعنية لمكافحة المخدرات فسيكون هناك علاج للمشكلة أو على الأقل الحد منها، أما السير على البركة والاعتماد على بلاغات مجهولة المصدر فلا أعتقد أنها ستأتي بنتيجة.

٭ سؤال وجواب: كيف تحل المشاكل في الدول؟ الجواب.. إذا وضعت الكفاءات في مكانها السليم وعدا ذلك ستعم الفوضى.

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

حسن الهداد

كاتب صحفي حاصل على درجة الماجستير بالاعلام والعلاقات العامة
twitter: @kuw_sky

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *