عيد ناصر الشهري

شركات ورقية تحت الـ 100 فلس تستخدم فخاً للنصب والاحتيال

بعد ان ركز مقال الأسبوع الماضي على الفرص في الأسهم قليلة السيولة، وجبت الاشارة الى ان هناك اسهما لها سيولة عالية وسعرها منخفض، لكن ليس لها قيمة وهي الشركات الورقية. وللاسف يستمر الإقبال عليها من قبل صغار المستثمرين، الذين لا يقومون بالجهد الكافي لقراءة البيانات المالية.
تعتبر الشركات الورقية ظاهرة مزمنة في السوق الكويتي. والجدير بالذكر ان هذا النوع من الشركات موجود في العديد من أسواق الأسهم العالمية، ومنها سوق الأسهم الاميركية، وتسمى penny stocks. ويسعى صغار المساهمين الى البحث عن الثراء السريع، عن طريق الاستثمار في تلك الشركات. ولكن الكثير منهم يتعرضون للنصب والاحتيال المنظم، ويتم الاستحواذ على ثرواتهم بشكل قانوني.
وجود الشركات الورقية يعتبر جزءاً أساسياً من حرية تحرك رؤوس الأموال. وتكون بداية هذه الشركات عن طريق تحويل شركات تشغيلية قائمة الى شركات مساهمة ثم ادراجها في البورصة. وعندما تواجه البيئة التشغيلية للشركة تدنياً في الأرباح، او تكون المنافسة شديدة يسعى القائمون عليها الى البحث عن فرص اخرى للربح في أنشطة غير تشغيلية كالعقار. وحتى هذه المرحلة تكون الشركة تشغيلية وليس هناك خطأ في أعمالها. وتبدأ رحلة اللاعودة عندما يقرر القائمون على الشركة انهم يستطيعون زيادة إيراداتها عن طريق المضاربة في الأسهم. وليس هناك افضل من اسهم الشركة نفسها لتحقيق الربح بناء على معلوماتهم الداخلية. وهنا تقع الادارة في المحظور ويبدأ ترويج الإشاعات عن متانة وضع الشركة المالي، وان سهمهم ليس له طريق الا الصعود. والخطورة تكون في قيام ملاك الشركة او ادارتها في إقناع المقربين ان لديهم معلومات مؤكدة، سوف تجعل السهم يرتفع بشكل خيالي. وللاسف يكون عموم المستثمرين من خارج الشركة، ويثقون في الموظف او المدير التنفيذي، ويرغبون في تحقيق ربح سريع. وعندها يقوم مسؤولو الشركة في بيع الأسهم لهم. ثم يسعى المديرون الى البحث عن مستثمرين جدد في كل مكان، وإقناعهم بأن السهم سيستمر بالصعود، وان المستثمرين الأوائل حققوا أرباحاً خيالية. وتستمر دورة المبيعات الى ان لا يجدوا مستثمرين جدد يتم خداعهم. ثم ينهار السهم بشكل مدوّ، ويخسر جميع المستثمرين اموالهم، وفي الغالب تعلن الشركة إفلاسها.
وفي بعض الأحيان لا يتم الافلاس، لكن تنزل قيمة الأسهم تحت القيمة الدفترية، ويحاول المستثمرون كل فترة بث اشاعات، ومحاولة الخروج من السهم بأكثر قدر ممكن من الأموال. لذلك تستمر تلك الشركات في التداول، ويطلق عليها الشركات الورقية. وهناك عدد من الحالات التي ذكر فيها المدير التنفيذي أن سعر السهم يجب ان يصل الى سعر محدد. ثم يبدأ المدير نفسه في بيع السهم للمستثمرين باقل من السعر الذي حدده بنفسه، ثم يهرب بالاموال وتفلس الشركة. لذلك نحذر صغار المستثمرين من الثقة المفرطة في المدير، الذي يتحدث عن سهم الشركة في السوق بشكل مبالغ فيه.
هناك العديد من الشركات التي تقل قيمتها عن 100 فلس، ويستمر المستثمرون في السعي لتحقيق الثروة من دون دراية بعمل هذه الشركات. وفي اعتقادهم ان انخفاض سعر السهم يجعله اكثر عرضة للربح. لذلك يجب على المستثمر الذكي عمل التالي:
1 ـ معرفة نشاط الشركة التشغيلي ومقارنة نسبة صافي الربح بالمقارنة مع الشركات الشبيهة.
2 ـ نسبة الربح من الأنشطة غير التشغيلية وطبيعتها سواء كانت عقارا او اسهما.
3 ـ تجنب الأسهم التي يقوم مديرو الشركة التنفيذون بتحديد قيمة سعر السهم في البورصة.
4 ـ تجنب الأسهم التي يدور حولها المرجون والإشاعات.

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

عيد ناصر الشهري

شركة الأجيال القادمة للاستشارات
e7sibha@
* تقدم الشركة خدمات إعادة هيكلة للشركات المتعثرة.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *