شملان العيسى

دولة الإخوان المسلمين

يتوقع المراقب السياسي ان يتخذ تنظيم الاخوان المسلمين دورا ايجابيا وفعالا في المجتمع لتحسين صورته امام الرأي العام الكويتي والسلطة السياسية، لكن يبدو ان الاخوان لم يستفيدوا من دروس الماضي القريب.
اخبرني دكتور جامعي في كلية الآداب بان الكلية تحرص كل الحرص على اقامة فعالية طلابية بمناسبة احتفالات العيد الوطني والتحرير وحتى يخرج الاحتفال بالصورة اللائقة به يتم الاعداد للمهرجان الاحتفالي قبل عقده بثلاثة اشهر واتصلت الكلية كالعادة برابطة الطلبة في الكلية التي يهيمن عليها تنظيم الاخوان المسلمين لترتيب يوم الاحتفال ودعوة الشركات الخاصة للمشاركة في الاحتفال بعرض ما لديهم من بضائع سواء كانت كتبا او قرطاسية او ملابس طلابية او اعلاما او باجات وبوسترات وغيرها..فوجئ المنظمون للمهرجان بان رئيس رابطة الطلاب في كلية الآداب يطلب من الكلية مبلغا وقدره 1500 دينار، ولما سألوه لماذا تدفع الكلية للرابطة اموالا كان الجواب سريعا لاننا سوف نؤجر مساحة الارض في الكلية وعندما اخبروه بان عمادة الكلية هي المسؤولة عن المباني وتأجيرها اصر على طلب المبلغ المذكور وترك الاجتماع.

قام المسؤولون بالكلية باجراء الترتيبات اللازمة وكانوا يتوقعون مشاركة رابطة الطلاب لان هذه الرابطة تتسلم من الجامعة معونة مقدارها 5000 دينار سنويا لتمويل الانشطة الطلابية المتنوعة بما فيها الاحتفالات بالعيد الوطني، لكن يبدو ان رابطة الآداب تعاني من قلة التمويل بسبب محاصرة الحكومة لها في اكثر من وزارة..لذلك تحاول الرابطة ابتزاز كلية الآداب لتعوض خسارة الاخوان المالية.
المهم قبل اجراء الاحتفال بثلاثة ايام تم ابلاغ الكلية بأن الرابطة الطلابية لن تشارك في الاحتفال..ولم يكتف طلاب الاخوان بالمقاطعة بل رتبوا مهرجانا خطابيا لمقاطعة احتفالات الجامعة (الكلية) بالعيد الوطني والقيت كلمات تهديد ووعيد لانهم لم يقبضوا الاموال من الكلية..لانهم يريدون تأجير او اخذ ارضية من الجامعة..الطريف ان احد الشعراء وهو محمد طويرش شارك في الاجتماع بكلمة او قصيدة وهو يعمل في الشؤون الادارية بالجامعة.
ما حصل في كلية الآداب من محاولة ابتزاز للكلية من رابطة الطلاب يتطلب التوقف عنده وتحليله..فالاحتفالات بالاعياد الوطنية في اي بلد في العالم من قبل الطلاب هو عمل تطوعي وعفوي اذكر جيدا عندما كنا اطفالا (اشبالا) في المدرسة نبقى نتدرب لأسابيع لليوم الوطني ذكرى جلوس المغفور له الشيخ عبدالله السالم 25 فبراير ويوم الاحتفال يخرج الطلاب واهاليهم للمكان المخصص للاحتفال الذي يمتد طوال اليوم وما كنا نتوقع اي شيء سوى كلمة شكر من المدرسة وسندويش جبن وشوربة عدس وتفاحة.
اليوم تغيرت الامور عندما سمحت الدولة ممثلة بوزارة التربية للاحزاب والحركات السياسية بتجنيد طلابنا للعمل الحزبي.
نأمل الا تتراجع كلية الآداب عن مواقفها وتستطيع الكلية اجراء كل الاحتفالات بعيدا عن ابتزاز الاخوان المسلمين.

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

شملان العيسى

دكتور بالعلوم السياسية في جامعة الكويت

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *