عبدالرضا قمبر

اللعـب السياسـي.. والشطرنج

وسط تصارع الأحداث وضجيج الأخبار، في الكثير من الأحيان نحتاج الى التوقف والبحث بعمق عن هذه الأحداث وتحليلها بشكل علمي وموضوعي.
يبدو أن العام المنصرم وتقريبا مع بداية انعقاد المجلس كان عام المصير لهذا الوطن ولهذا الشعب، وقد كشفت الحقيقة أن الفشل الواضح في تصفح الجلسات الماضية لهذا المجلس، في ضوء وصول سعر البرميل لأقل من نصف سعره، هي كما البحث عن السعادة من دون الحقيقة أي بمعنى لا تستطيع الحكومة تلبية الطلبات المتكررة دون مشاركة المواطن في المحافظة على المكتسبات المالية التي حصلنا عليها في السابق، وهذا هو الدور الحقيقي للبرلمان للوقوف على انقاذ الوطن مع عبث النواب غير العقلاني بتاتاً.

هناك تلوث واضح في الجو السياسي، ولم نعد بحاجة الى تصريح سياسي لمعرفة هذا التلوث، في بريطانيا على سبيل المثال تجد التلوث السياسي منعدماً بسبب قدرة السياسيين على اتخاذ القرار من مواقعهم لانقاذ وطنهم دون الحاجة لعرض البطولات على الشعب، فلهم القدرة على حل المشاكل بسرعة وبشفافية دون خوف من المحاسبة، كالوضع الاقتصادي والأمني وأيضاً الفساد السياسي.
الوضع الكويتي بكل بساطة أصبح كمخزن الدولاب الذي يجمع الملابس القديمة والملابس الحديثة ولم نعد نفرق بين الماضي والمستقبل، ولم نعد نعرف احتياجات مستقبلنا وبين التمسك بالماضي وعدم نسيانه.
التاريخ ليس علم الماضي بل هو باب المستقبل، ومن هذا التاريخ يكون نواة المستقبل لرسم خريطة جديدة للسياسة العامة للوطن، والأسلوب الجديد الذي سيتبع من خلال التعامل مع قوى المعارضة أياً كانت توجهاته أو فساده.
نعلم أن الاشارات التي أمامنا قد توحي لنا أن زمن الحرية والنقد لم يعد مسموحاً به في الفضاء السياسي، وأن المحاسبة ستكون على كل حرف يكتب وليس كل كلمة تكتب، فمن هذا المبدأ يكون الأمل الحقيقي في انقاذ ما يمكن انقاذه بوضع الهدف أمامنا للمستقبل وتسليط الضوء عليه لتكون شعلة مستقبل أبنائنا القادم بوضوح ومن خلال الرفقة والصحبة وتعاون من الجميع للمشاركة بهذا النجاح، وغير ذلك فهو الفشل المؤكد بلا شك.
الفساد قابل للاصلاح، وهو عزل وابعاد المستفيدين من عباءة السلطة، وجزء كبير من الطبقة السياسية هم يتحكمون من تحت تلك العباءة الى أن أصبحت تدار أموال الدولة بالكامل من خلال السيطرة على كل مشاريع الدولة وصحفها وقنواتها وحتى برلمانها المنتخب من الشعب.
عندما نقيس ونحلل المواقف المستجدة، نرى أن خطوات كتم الأنفاس والجرأة باتخاذ خطوات واضحة باستعمال القوة المفرطة لتطبيق القانون على البعض، قد تفقدنا قواعد اللعبة الديمقراطية واللعبة السياسية وأصبحنا نلعب لعبة الشطرنج والمال.

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *