تعرض هذه الايام اربعة مسلسلات تاريخية ضخمة اولها «اخوان مريم» للكاتب التاريخي المميز شريدة المعوشرجي والذي يعرض حصريا على تلفزيون الكويت، وقضية تحويل التاريخ الى اعمال درامية امر مهم ويجب ان يمتد الى المسرح المدرسي حتى يسهل استيعاب تاريخنا السياسي المشرف من قبل الصغار والكبار.
ثاني المسلسلات «ملكة في المنفى»، ويتضمن سيرة الملكة نازلي والدة الملك فاروق، وقد بدت بعض الهنات والزلات والاخطاء التاريخية مع بداية الحلقات، ولمن يريد متابعة القصة الحقيقية لمأساة الملكة «الضليلة» وبناتها الاميرات البريئات عليه ان يقرأ كتابا ضخما صدر بداية العام من دار الشروق في 637 صفحة مليئا بالصور والوثائق التاريخية للكاتب المصري صلاح عيسى باسم «البرنسيسة والافندي».
«سقوط الخلافة» مسلسل تاريخي يتحدث عن السلطان عبدالحميد الثاني في عهد تحسن العلاقة التركية ـ العربية هذه الايام، والحقيقة ان الصورة التي عكسها المسلسل عن السلطان مراد الخامس وخوفه الشديد على نفسه من القتل هي الصورة ذاتها التي نقلها الاغاخان في كتاب ذكرياته عن وريثه السلطان عبدالحميد الثاني، حيث ذكر انه كان مهووسا بنظرية المؤامرة والخوف على حياته من القتل حتى انه امر بتفتيشه اكثر من مرة قبل لقائه اعتقادا منه انه من حشاشي قلعة الموت المشهورين بالاغتيالات السياسية.
رابع المسلسلات وآخرها هو «آخر الملوك» الذي يعرض على قناة «الشرقية» العراقية، ويحكي قصة الملك المظلوم فيصل الثاني الذي تتواجد على بعض مواقع الانترنت صور مؤلمة له وقد ظهر عاريا معلقا ورجلاه مقطعتان من شدة السحل، المسلسل يظهر الوصي عبدالاله وهو يبكي حبا وشفقة على الملك فيصل الثاني، والحقيقة هي ابعد ما تكون عن ذلك، فقد سلب عبدالاله الملك من الملك فيصل الثاني وتسبب برعونته وطيشه وطغيانه في قتل العائلة المالكة وضياع العرش.
آخر محطة:
في العام 1952 استقل الملك فيصل الثاني وولي عهده الامير عبدالاله ونوري السعيد اليخت «الملكة عالية» من البصرة وزاروا الكويت رسميا لمدة 5 ايام، وقد تجمهر العراقيون في الكويت لرؤية الملك مما اغلق الطرق واضطر مدير الامن العام الكويتي الى ان يستخدم القوة لتفريقهم، ولما حان وقت خروج الموكب الملكي قام المتجمهرون بهوسة تقول: يا فيصل احذر من خالك، واحدنا بعشر كويتية، وهي هوسة عجيبة اخرى كحال هوسة «صدام اسمك هز أميركا» التي انتهت باختباء صدام كـ «الفار في الغار» خوفا ممن.. هزها اسمه.