سامي النصف

أصيلة الأصيلة ومحمد بن عيسى

شاركت قبل أيام في مهرجان «أصيلة» الثقافي الدولي بالمغرب، ولذلك المهرجان الرائع قصة تستحق أن تروى سمعتها ذات ليلة في حفل عشاء أقامه السفير المغربي الصديق محمد بلعيش على شرف صديق الكويت الوزير المثقف محمد بن عيسى.

فقد قرر بن عيسى قبل 32 عاما ان يحيل قريته الصغيرة «اصيلة» إلى تظاهرة فكرية عالمية يلتقي خلالها مثقفو ومفكرو وساسة واقتصاديو وإعلاميو الشرق بالغرب، والشمال بالجنوب وقد اضطر آنذاك إلى أن يرهن منزله للحصول على المال اللازم للبدء وقد سمع الملك الحسن الثاني بذلك المشروع الواعد فدعمه واستمر الدعم الملكي حتى هذه الأيام، حيث يحضر ويشارك في فعالياته كثير من الوزراء والمستشارين المغاربة.

وتطل «اصيلة» ومنازلها البيضاء والزرقاء على مياه المحيط الاطلسي وتبعد 40 كم عن المدينة الشهيرة «طنجة» التي يمكن لك وأنت جالس على شواطئها أن ترى الساحل الاسباني الذي يبعد حوالي 10 كم عنها وهناك عبارات سريعة تحمل الركاب والسيارات وتعمل بشكل منتظم بين الساحلين.

ومن الأنشطة التي كان بها حضور كويتي مكثف ندوة «الديبلوماسية والثقافة» التي شارك فيها مدير عام المعهد الديبلوماسي السفير عبدالعزيز الشارخ ود.ندى المطوع ود.هيلة المكيمي، ومما قلته في مداخلتي بتلك الندوة ان هناك علاقة وثيقة بين الديبلوماسية والثقافة، حيث إن الاثنتين بديلتان عن الحروب فعندما تتوقف الديبلوماسية تبدأ الحرب، كما لا يمكن لحرب أن تقع بين عاصمتين لديهما مراكز ثقافية فاعلة تتبادلان خلالها المعرفة وتشجعان انفتاح شعوبهما على بعضهم البعض كما حدث في حقبة ما بعد الحرب الكونية الثانية بين العواصم الأوروبية التي اشتهرت تاريخيا بالعداء والحروب المتواصلة بينها.

وضمن فعاليات «الأدب في دولة الإمارات» تم التطرق إلى الخوف على عروبة دول الخليج والى «نقمة» النفط وكان ردنا أن هناك مفاهيم شديدة الخطأ بين المشرق والمغرب، حيث يعتقد بعض المغاربة ـ وبعض العرب ـ أن هناك خوفا على الخليج بسبب وجود جاليات آسيوية فيه، كما يعتقد بعض المشارقة ـ وبعض العرب ـ أن هناك خوفا على عروبة المغرب بسبب حديث بعض أبنائه بالفرنسية ورأيت أنه لا خوف على الإطلاق على عروبة الخليج أو على عروبة المغرب العربي، كما رأيت أن النفط «نعمة» كبرى على الخليجيين والعرب وأن علينا جميعا أن نفخر بمنتج ومصدر ثروة العرب الأول، ونعني النفط، كما تفخر الدول الأخرى بمنتجاتها الزراعية والصناعية ولا تخجل منها أو تعتبرها نقمة.

آخر محطة:

 1 ـ الشكر الجزيل للشيخة الفاضلة موزة المسند على تبرعها السخي للمطربة صباح بمائة ألف دولار ونرجو ألا تصرف الشحرورة المبلغ على… عملية تجميل أخرى!

2 ـ سأل صحافي ذات مرة قلب الدفاع العراقي الأسبق دوغلاس عزيز عن أفضل دفاع في العالم فأجاب يجي «بعدي» المصري هشام يكن، وسأل أمس مراسل «رويترز» المالكي عن رئيس الوزراء القادم للعراق فأجاب: «لا يوجد هناك مرشح أفضل مني» والتواضع اخضر ولا أحمر..؟!

3 ـ عائلة الخباز هي من أقدم العائلات الكويتية ويسجل التاريخ أن أول حسينية في الكويت أقيمت في ديوانية سيد علي الخباز عام 1851م لذا نرجو عدم صحة ادعاء إسقاط الجنسية عن أحد أبنائها لحصوله على جنسية بلد لا يمت له بصلة.

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *