سامي النصف

قليل من الرياضة وكثير من الحر

استجابة لتعليق احد القراء الافاضل على مقال سابق وطلبه ان نلجأ للمواضيع الخفيفة للمساعدة على تحمل ثنائية الحر الوافر والكهرباء القليلة قررنا تخصيص مقال اليوم عن بطولة كأس العالم التي شغلت العقول ووحدت اهتمام رجال الاسكيمو في اقصى شمال الارض بالقرب من منزل الجدة الجميلة سارة بالين ورجال الربع الخالي في جنوب المملكة.

وقد نفهم ـ او لا نفهم ـ عدم قدرة فريقنا على الوصول لكأس العالم ولكن لماذا لم نر حكما او محللا او معلقا رياضيا كويتيا ضمن تلك الأنشطة المثيرة؟! كذلك لماذا لم نشهد علما كويتيا واحدا وسط اعلام الجماهير التي ملأت الملاعب رغم وجود مئات او آلاف المشجعين الكويتيين هناك؟ ارجو الا تجعلنا الاخفاقات والاحباطات نخجل من علم بلدنا.

العالم يتنافس وبروح رياضية على البطولات والكؤوس في الملاعب ونحن نحيل الرياضة الى صراعات سياسية لا تنتهي نستعين فيها بالغريب على القريب، ونخرج منها دائما وأبدا صفر اليدين وبخسارة فادحة للمتنافسين وقبلهم للكويت، وفي هذا السياق نرجو الا يقحم اسم القيادة السياسية في اي جهد قبل ان يكتب له النجاح المضمون عبر الرحلات المكوكية والوساطات المستحقة.

بدأت بطولة كرة القدم للهواة عام 1914 وفي عام 1920 شاركت بها مصر و13 دولة اوروبية فقط وفازت بها بلجيكا، وفي عامي 1924 و1928 فازت بها الاورغواي، كما فازت نفس الدولة بالبطولة الرسمية الاولى التي اقيمت عام 1930، وفي الدورة الاولمبية عام 1932 رفضت الدولة المستضيفة وهي الولايات المتحدة ادخال كرة القدم بها لعدم شعبيتها مما جعل الفيفا يعمد لفصلها عن الاولمبياد ويعلن اقامة بطولة عام 1934 في روما بإيطاليا الفاشية.

وقد شاركت في تلك الدورة 15 دولة بدلا من 16 نظرا لاحتلال المانيا النازية للنمسا وقد فاز بالبطولة فريق موسوليني، كما حل فريق ألمانيا النازية بالمركز الثالث، وقد اقيمت البطولة الثالثة عام 38 في فرنسا فاحتلها هتلر ثم قرر اكمال بطولتي عامي 42 و46 بالجيوش والاساطيل والدبابات والطائرات بدلا من كرة القدم مما تسبب في توقفهم واستخدام الولايات المتحدة للكرة الذرية للفوز الساحق بتلك البطولة الدموية التي شاركها الفوز بها ستالين بعد ان ضحى بـ 20 مليونا من الجمهور واللاعبين.

من طرائف البطولة وفي غياب النقل بالطائرات اضطر جمهور ولاعبو الفرق الاوروبية لمغادرة أوروبا شهرين قبل بدء بطولة عام 1930 في الاورغواي وقد فاز البلد المضيف بالكأس المسماة آنذاك بكأس «جيوليوس ريميه» على اسم رئيس الاتحاد وقد سرقت الكأس للمرة الاولى عام 1966 من انجلترا بعد فوزها بها ووجدها كلب يسمى بيكل «الطرش» مدفونة تحت احدى الاشجار، وقد فازت واحتفظت البرازيل بتلك الكأس عام 1970 الا انها سرقت منها في ريو عام 1983 ولم تسترد قط لذا قامت البرازيل بعمل كأس شبيهة لها من صناعة تايوان ولازالت تحتفظ بها بدلا من الكأس الاصلية، وللمعلومة كانت الفرق المشاركة 16 فريقا حتى عام 1982 وعندما زيدت الى 24 فريقا مما اتاح الفرصة لدخول الكويت، ثم زيدت عام 1998 الى 32 فريقا، كما زيدت نقاط الفوز عام 1994 من نقطتين للفائز بالمباراة الى 3 نقاط لتشجيع اللعب الهجومي، كما قدم الفريق الثالث الذي يحصل على نقاط واهداف اكثر في مجموعته على الثالث في المجموعات الاخرى.

آخر محطة: بدلا من الاكتفاء بالبكاء على الكهرباء، هل حاول احدنا اطفاء بعض المكيفات بالبيت او رفع مؤشر درجة الحرارة؟! وهل قلل احد استهلاك المياه عبر ترشيد عمليات غسيل السيارات والاحواش ورش الزرع؟! نرجو ذلك.

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *