في انتظار تشكيل الوزارة العراقية الجديدة التي اشعرتنا بالأسف الشديد لما آل اليه الحال لدى جار الشمال بعد ان تفشت الانانية والعصبية العرقية والدينية في تصرفات ساسة العراق وأضحى مستقبل بلد السواد شديد السواد بسبب ما يدور في دهاليز وسراديب ساستهم.
شكل السيد عبدالرحمن النقيب اول وزارة عراقية في 11/11/1920 من 8 وزراء ثم حاول الرئيس ان يرضي العائلات والعشائر العراقية فاضاف إليها عددا من الوزراء اكثر من وزرائها الاصليين بحجة دعم هؤلاء للحكومة، وعندما احتج برس كوكس على توزير الشاب الغر فخري جميل أجابه الرئيس «ان فخري ابن فلان وجده فلان فبأي وجه اقابل اجداده في الآخرة ان لم ادخله الوزارة».
وكان اقوى وزراء تلك الحكومة السيد طالب النقيب الذي تقلد وزارة الداخلية، وقد اعلن ذات مرة ان راتب وزير الداخلية يجب ان يكون ضعف راتب الوزير العادي لعظم مسؤولياته، وقد اتفق جميع الوزراء بالمقابل على رفض ذلك الطلب غير المنطقي. انعقدت الجلسة ونظر السيد طالب النقيب بغضب إلى وزير المالية ساسون حسقيل وسأله عن موضوع الزيادة فارتعب واجاب «موافق» وتسارع الوزراء الآخرون بالقول «موافق» حتى وصل الدور إلى الوزير عبدالمجيد الشاوي فقال «منافق».
وأثقل احد مراسلي الصحف الاجنبية وزير الدولة فخري جميل بأسئلة عدة مما جعله يضيق ذرعا بتلك الاسئلة المحرجة ويلتفت الى زميله الوزير اليهودي ساسون حسقيل ويقول له «اجبه ابا خضوري نيابة عنا، فأنتم (الكفار) يعرف بعضكم كيف يرد على الآخر».
وتقلد وزارة الصحة بتلك الحكومة السيد مهدي بحر العلوم ولم يكن يؤمن آنذاك بالعلم الحديث، لذا كان كلما قصده احد للتوسط للعلاج عند احد اطباء وزارة الصحة الانجليز طلب منه ان يراجع الطبيب الشعبي «ملا جواد» الذي يعالج المرضى بالادعية والاعشاب، ويقال ان احد الوزراء كاد يفقد بصره بسبب بعض الادوية الشعبية التي وصفت له، ورحم الله تلك الحكومة حيث عم عمى البصائر ارض الرافدين هذه الايام.
آخر محطة:
1 – التهنئة القلبية للعم محمد الهاجري على حفل زواج ابنه الديبلوماسي فرج الذي يقام هذا المساء في صالة الهاجري بضاحية عبدالله السالم، وعقبال زواج شقيقه الاكبر الصديق العزيز جابر الهاجري الذي طال امد عزوبيته وحان زمن فك نحسه حتى يترك متابعة اخبار كرة القدم المصرية وما يفعله اشهر لاعبيها.. ميدو!
2 – في الاسكندرية التي قدمت منها مساء الامس يوجد مقام كبير للشيخ «بسيس» الذي كان يمتهن مهنة الصالحين اي رعي الاغنام، واشتهر عنه انه وبعكس ما يقال عن السادة من قدرة على تحريك الحيطان، كان الراحل الكبير كما يروى هناك مختصا بخرقها والافراج عن المواشي المحبوسة فيها قبل ان تهلك، للشيخ مقام كبير في «كنغ مريوط» تباع فيه الاقمشة والاعلام الخضراء بأثمان باهظة لوضعها على البيوت كدلالة على زيارته، كالحال في الكويت قديما عند زيارة مقام الخضر في فيلكا.