في الستينيات تآمرت امبراطورية الشر السوفييتية القابعة في موسكو على الامة العربية مرتين بقصد احراج الرئيس جمال عبدالناصر، الاولى عندما دفعت المعتوه عبدالكريم قاسم للمطالبة بالكويت «لحرق» فكرة الوحدة العربية، والثانية عندما بدأت في مثل هذه الايام من عام 67 بتحريض النظام الثوري القائم آنذاك بدمشق على المزايدة والادعاء بأن اسرائيل تهدد بغزوهم بعد حادث ضرب الجرار الزراعي.
وابلغت موسكو في حينها رئيس مجلس الامة المصري محمد انور السادات الزائر لها بأن اسرائيل ستغزو سورية، كما خدعت وزير الحربية شمس بدران عندما وعدته بأن تدخل الحرب مع مصر ان لم تكن هي البادئة بالهجوم، مما مهد لمبدأ قبول الضربة الاولى، وقد كشف الباحث العسكري عبده مباشر في كتاب صدر له عن «اسرار وحقائق الحروب المصرية الاسرائيلية» ان وزير حربية ناصر الفريق محمد فوزي ابلغه ان قرار الانسحاب الذي تسبب في هزيمة 67 لم يصدر من مسطول قرية اسطال المشير ـ مجازا ـ عبدالحكيم عامر، بل اتى مباشرة من الرئيس عبدالناصر الذي سبق له ان اصدر قرار انسحاب مماثلا ابان حرب 56 ضمن خطابه الشهير.. «هنحارب».
«الهيكلية» نسبة لمضلل العقل العربي محمد حسنين هيكل أكلت «الناصرية» نسبة لعبدالناصر، ولم تبق منها الا هياكل خاوية وعظاما متكسرة كما اتى في احد التحليلات، يدعم ويمول فاحش الثراء السيد محمد حسنين هيكل جريدة «الشروق» ذات النفس الليبرالي اليساري في مقابل الانتشار الساحق لجريدة «المصري اليوم» ذات التوجه الليبرالي الوسطى، والتي اسسها المهندس صلاح دياب وهو رجل رائع في فكره وتوجهه السياسي الاصلاحي، ويرأس تحريرها زميلنا سابقا في «الأنباء» المبدع مجدي الجلاد، وقد دعيت للكتابة في تلك الصحيفة التي بات توزيعها يقارب توزيع جريدة «الاهرام» اعرق الصحف العربية قاطبة.
وتقوم جريدة «الشروق» هذه الايام وعبر النهج الهيكلي الصحافي (من الصحاف) المعتاد القائم على الغوغائية والتضليل والتوريط بدعم ترشيح د.محمد البرادعي للرئاسة، وتدفع بمناصرين زائفين تلبسهم الجلاليب تارة ولبس العمال تارة اخرى لاظهار ذلك التأييد «الاعلامي» الزائف، وقد استخدم البرادعي ـ ومثله ايمن نور ـ المساجد والكنائس للترويج لآرائهما السياسية، وهو ما اثار استهجان الناس.
وقد نشرت مجلة روز اليوسف لقاء مطولا مع شيخ اساتذة الطاقة النووية في مصر د.محمد ناجي ذكر ضمنه ان عمليات التفتيش المكثفة التي اختص بها د.البرادعي بلده هي ما قضى نهائيا على امكانية تطوير مصر لخيارها النووي، ارجح شخصيا ان دفع البرادعي للواجهة يقصد منه تلقي الصدمة الاولى والاحتراق لصالح ترشيح لاحق للسيد عمرو موسى بعد تركه لمنصبه الحالي.
آخر محطة:
حليف صدام السياسي والمحامي والنائب طلعت السادات اسقطه الله في شر اعماله بعد اتهامه بتلقي الرشاوى من رجل الاعمال عز الدين ابو عوض مقابل مساعدته للحصول على شركة سياحية! طلعت بأسلوبه الكوميدي والبلدي الشهير ادعى ان البرادعي سيتهم كذلك بأنه سرق قنبلتين نوويتين خبأهما في جيبه (!)، واضاف ان بعض زملائه من نواب المعارضة تلقى رشاوى ضخمة ـ يعني اشمعنى انا ـ حتى ان احدهم اشترى قصرا منيفا ووضع «كنبة» امامه وجلس عليها لأن اصله ـ حسب قوله ـ كان حارسا او بوابا!
الاكيد ان طلعت «طلع» من الحياة السياسية المصرية التي اعلن اعتزاله لها بـ «فضيحة مجلجلة»! وعقبال الخروج المبكر او «البكري» لنائب واعلامي آخر.