سامي النصف

لنترك السياسة ونتحدث قليلاً عن الاقتصاد

النفط في أفضل احواله، وفائض الميزانية يتجاوز 5 مليارات دينار – لا دولار – في 6 اشهر فقط بينما تعاني اكبر واغنى دول العالم من عجوزات ضخمة في ميزان مدفوعاتها، والانفاق العام المحلي الذي تستفيد منه الشركات المساهمة الكويتية بلغ رقما قياسيا غير مسبوق في تاريخ الكويت للسنوات الخمس القادمة حسب برنامج عمل الحكومة.. المأكولة المذمومة!

ومع ذلك كله فالبورصة الكويتية – اقدم بورصات المنطقة – في اسوأ حالاتها حتى مقارنة بالدول المجاورة والعربية دون ان يسأل احد عن سبب الاخفاق ومحاولة معالجته، والحقيقة كما نراها ان سبب الكارثة هو «فقدان الثقة» الكامل في سوق المال الكويتي وبالطريقة التي تدار بها المليارات في البورصة حيث لا حسيب ولا رقيب الا ذمم بعض الادارات.. المخرومة!

لذا لا يمكن ارجاع الثقة بالسوق كي يصبح ملاذا آمنا للمستثمرين المحليين والاجانب، ضمن مشروع «كويت المركز المالي» دون سن قوانين وتشريعات طال انتظارها تمنع نهب الشركات وسلب اموال المساهمين الآمنين من قبل بعض الادارات المتلاعبة بعد ان تحول الفساد العام من المال العام الى المال الخاص وبات جيب الشعب الكويتي مثقوبا من الجانبين دون «احم» أو «دستور» أو تشريع.. يحميه ويذود عنه!

ومن الامور التي تساهم في زعزعة الثقة بالسوق – بقصد او بدونه – ما تصدره بعض الجهات الاقتصادية وتنشره الصحف من ارقام قروض الشركات المساهمة دون ان تحللها وتمايز بينها حيث لا توجد شركة في «العالم اجمع» لا تقترض لانجاز مشاريعها واعمالها، والمحك هو هل لديها تدفقات نقدية مستقبلية لسد تلك القروض أم لا؟! والامر كذلك مع تسليط الضوء الاعلامي على الخسائر التي منيت بها الشركات الكويتية وهو امر مؤقت عانت منه «جميع» الشركات العالمية والعبرة هي بالقدرة على التعافي من عدمها، وهو ما يجب ان يصاحب نشر ارقام القروض والخسائر.

آخر محطة:
 
(1) للاسف.. في ظل الاوضاع الاقتصادية شديدة السواد والقتامة اصبح امل كثير من صغار وكبار المستثمرين هو في ازمة سياسية «حادة»، تنتهي بحل المجلس واصدار حزمة تشريعات اقتصادية منشطة تعيد الثقة للبلد وللسوق.

(2) احد الدروس «التاريخية» التي يمكن تعلمها من الاوضاع الاقتصادية القائمة هو: اذا شرّقت الادارات الكويتية «الذكية» فغرّب، وان اشترت فبع وان باعت فاشتر فقد فاق «الخداي» و«قلة الذمة» الكويتية بكثير ما لدى الآخرين.

(3) عودة للموسيقى، ثبت علميا ان العزف على الالات الموسيقية يشغل جزأي الدماغ – ان وجد بالطبع – الايمن والايسر فيصبح ممارسها متفوقا في الرياضيات والفيزياء والمواد العلمية، لا في الحفظ دون فهم للمعاني!

(4) والمزيد عن الموسيقى غذاء الروح، يستخدم علماء النفس البشريون – وحتى البيطريون – الموسيقى الهادئة للعلاج وتخفيف الكآبة والغضب والحنق الذي يؤدي الى التدمير والتفجير، وعجبي ممن يود ان تصبح الكويت على شاكلته.. متعصبة، حانقة، غاضبة، حزينة، «ترى مو ناقصين واللي فينا كافينا وزيادة»!

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *