سامي النصف

أأيقاظ أمية أم نيام؟!

كما أنه ليس من العدل أو الإنصاف أن يتم توجيه الاتهام لأحد دون قرينة أو بينة فالقياس ذاته ينطبق على الوزير الخلوق الشيخ ناصر صباح الأحمد الذي فعل خيرا بإصداره بيان التكذيب ليقطع دابر الإشاعات التي يساعد على انتشارها كالنار في الهشيم أننا شعب «سماعي» من الدرجة الأولى يصدق كل شيء دون تحقق وخاصة الأخبار السالبة ـ لا الموجبة ـ بحق الآخرين.

يتفق الجميع على حاجة الحكومة الماسة للظهور المكثف على وسائل الإعلام المختلفة في الأيام المقبلة (وزير المالية، محافظ البنك المركزي.. إلخ) لشرح خططها ومشاريعها وحلولها لما يطرح كصندوق المعسرين، وتأكدوا أن الناس تفهم وتستوعب لغة الأرقام والحقائق، فقط تنتظر من يقدمها لها، لذا فحكومة شجاعة ناطقة خير ألف مرة من حكومة مرتعبة صامتة.

في العالم أجمع يتم التذكير عند الاختلاف السياسي بأن الذكاء والحكمة يقتضيان الحرص التام على الحصول على العنب بدلا من قتل الناطور، في العمل السياسي الكويتي الفريد يتم دائما وأبدا الإصرار على قتل الناطور ثم لا يهتم أحد بعد ذلك بقطف العنب والذي هو أصل القضية.

ومن ذلك نقول إن هناك اتفاقا على نزاهة وزير الداخلية الشيخ جابر الخالد وان من الصعوبة، إذا لم نقل من الاستحالة، إيجاد بديل حازم وكفؤ كأبي نواف، لذا فلنحافظ على الوزير ولنعمل جاهدين على استرجاع الأموال العامة التي نملكها جميعا والتي صرفت بشكل مبالغ فيه على اللوحات الانتخابية، بدلا من العكس أي تقصد الوزير ثم نسيان تلك القضية.. كالعادة.

اصطحبت الصديق والمفكر العراقي حسن العلوي للعشاء في المدينة والتقيت هناك مصادفة بأحد المواطنين الذي سألني عن الرأي في موضوع الشيك، وقبل أن أرد كان العلوي قد تبرع بالرد قائلا «يابه إذا الشيخ ما ينطي فلوس شنو فايدته؟ لازم تلوموه إذا خش حلاله مو إذا فتح كيسه.. وضحكنا في بلد أصبح نادرا فيه الضحك».

من الأمور المعكوسة في بلدنا حقيقة أن النقابات في دول العالم أجمع هي في الأغلب نظيفة خلقت لمحاربة الإدارات الفاسدة، في بلد «خليفة خليفوه» توجد نقابات شديدة الفساد ما خلقت إلا لمحاربة الإدارات الحكومية الكفؤة والنزيهة والتشهير بها وتهديدها بالاضراب، لو كان لي من الأمر شيء لشككت وأعفيت كل إدارة حكومية تنبطح أمام الطلبات غير العقلانية وتسفح وتسفك المال العام لأجل التثبت بالمناصب.

آخر محطة:

أرسل الشاعر نصر بن سيار قصيدة مؤثرة للخليفة الأموي مروان بن محمد قال فيها بتصرف: أرى تحت الرماد وميض نار ويوشك أن يكون لها ضرام فإن النار بالعيدان تذكى وان «الضعف مبدؤه انقسام» فقلت من التعجب ليت شعري أأيقاظ أمية أم نيام؟! فإن كانوا لحينهمُ نياما فقل قوموا فقد حان القيام

ولم يسمع للشاعر أحد فذهبت دولة ممتدة من الصين حتى الأندلس لقمة سائغة لأعدائها بسبب تجاهل نصح الناصحين، وكم في التاريخ من عظات وعبر.

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *