كنت قد خصصت مقال اليوم الأربعاء للتعقيب على المقال القيم للزميل الإعلامي سعد العتيبي الذي تطرق في جانب منه لدور القوى الوطنية الغائب في المناطق الخارجية وهو ما أتفق معه عليه ولي ضمنه مقترحات عدة، إلا أن رسالة وصلتني من الزميل الإعلامي د.محمد منيف العجمي جعلتني اضطر آسفا لتأجيل ذلك المقال للأسبوع القادم واستبداله بمقال اليوم الذي يأتي متصلا مع مقالات الأيام الماضية.
وكان نص رسالة د.العجمي ما يلي: «الأخ العزيز بوعبداللطيف، ما رأيك بـ «الكاتب الجديد» إكمالا لما تناقشنا فيه قبل مدة حول ظاهرة تقليد الكتاب؟ فما أجمل ان يكتب الكاتب بصدق وببصمته الخاصة وما أقبح ان يتقمص الكاتب شخصية غيره عند الكتابة ولكن يبدو ان كثيرا من كتابنا يعانون من «انفصام الشخصية» وهناك طبعا آخرون يكتبون وهم ليسوا بكتاب أصلا كما تعلم واعلم».
كنت فيما سبق اكتب كل يوم خميس مقالا عنوانه «الأسبوع في محطات» عبارة عن اخبار مختصرة في سطر يلحقها تعليق ظريف مختزل بكلمتين وقد طاب لبعض الزملاء (الظرفاء) تقليده عبر وضع خبر يكتب في 6 أسطر طوال ثم يلحقه تعليق ثقيل الظل في نصف صفحة، مما جعلني اتوقف عن ذلك النمط من الكتابة وقد بت اخشى على كتابنا الساخرين المتميزين وتحديدا الزميلين العزيزين فؤاد الهاشم ومحمد الوشيحي ممن يسيء لهم عبر محاولة تقليد طابعهم المميز كحال المصانع الصينية التي تسيء لمنتجي السيارات اليابانية والألمانية الشهيرة.
والكتابة الساخرة كما يكتبها الزميلان الهاشم والوشيحي كتابة صعبة للغاية وتحتاج إلى كم هائل من الثقافة والإطلاع بعكس ما يعتقده بعض مقلديهما من سخفاء الصحافة الكويتية، والملاحظ ان الصحافة العربية والأجنبية بالكاد تجد لديها صحافيا ساخرا واحدا كحال احمد رجب في مصر وأرت بوشولد في أميركا والسبب في ذلك ان العمود الساخر ومثله المقال الناقد هما اقرب للملح والفلفل اللذين لا تستطيع ان تأكل الوجبة دونهما إلا انك لا تستطيع أكلها ان زادا عن الكمية المقررة.
ومن جانب آخر، نحن في أمس الحاجة لقواعد ومسلمات للكتابة الصحافية حفاظا على سمعة الكتاب فيها ومن ذلك ضرورة إلزام الكاتب بأن يكون لديه شهادة حسن سير وسلوك ـ كباقي المهن ـ كي لا يمتلئ بلاط صاحبة الجلالة بالمجرمين وارباب السوابق، كما يجب ان تخلق مواثيق شرف و«لجنة قيم» تمنع ان يصبح الكاتب بوق شتم يسيء للمهنة أو ان يصبح مرتشيا وراشيا ووسيط رشوة معا كحال بعض الكتاب للأسف الشديد.
آخر محطة:
استمعت ذات مرة لقصة طريفة عن رجل اعمال خفيف الظل استورد ذات مرة عددا كبيرا من المظلات الشمسية وحار في تصريفها فقرر ان يسهر في الشاليهات التي يدور بها «الراح» ليلا وعند الصباح يزرع على شاطئ الشاليه الذي زاره بضعا من تلك المظلات ثم يرسل لأصحاب الشاليه الفاتورة مدعيا انهم من طلب منه ذلك ليلا، انتشر الخبر فتسابق اصحاب الشاليهات لنزع تلك المظلات حتى لا يفضحوا، هذه الأيام يمكن معرفة مصدر تمويل بعض المنتديات والجرائد الالكترونية من عدد المقالات البذيئة التي تنشر لبعض الكتاب الراشين والمرتشين ووسطاء الرشوة العاملين في تمويل بعض تلك المنتديات والصحافة الالكترونية المبتلاة.