سامي النصف

الوزير الجديد

إذا كان النائب هو خيار الشعب ومن ثم صعوبة التحكم في ذلك الخيار، فإن‍ الوزير هو الاختيار الاسهل متى ما اجتهدنا في اختيار الرجل المناسب في المكان المناسب للحقبة المناسبة، وهو بالمقابل الاختيار الاكثر كلفة متى ما اعتمدنا على معادلة وزير الديوانية أو الصداقة الشخصية غير عابئين بكلفة ذلك الاختيار الخاطئ على البلد وهيبة السلطة.

والوزير الجديد المكمل للناخب الجديد والنائب الجديد والمستحق لحقبة الكويت الجديدة التي نأمل أن تنأى ببلدنا عن المخاطر الامنية الخارجية وتداعيات الازمة الاقتصادية غير المسبوقة في الداخل، له ـ بالقطع ـ مواصفات قد تختلف كثيرا عن مواصفات بعض من جربناهم في السابق.

فالاختيار الجديد للوزير الجديد يجب ان يقوم على الذكاء والكفاءة والامانة، وهناك، بعكس ما يقال ويشاع، الكثيرون ممن يمتازون بتلك الصفات ومن أذهلوا حتى الاجانب في افكارهم وقدراتهم، واسألوا عما قاله الرئيس والمستشار توني بلير في قدرات من التقاهم من شباب ورجال الكويت في بعض الدواوين، ان عملية البحث عن الوزراء يجب ان تبدأ منذ الآن لا بعد ظهور النتائج مع عدم الاخلال بمبدأ التشاور آنذاك.

الوزير الجديد ونعني بالمفهوم الجديد هو اضافة للحكومة التي هو عضو فيها وللوزارة التي يتقلد مسؤوليتها لا عالة على الاثنتين، وضمن ذلك المفهوم ان يبدأ المسؤول بإظهار ابداعه وكفاءته، باختياراته الجيدة لأطقم وزارته، لا ان يعتمد على المحسوبية في تلك الاختيارات، ان احد اسباب حنق بعض الناس الدائم على الحكومة لا يختص بسياستها العامة وشخوصها بل انعكاس لما يراه المواطنون من فساد وترهل اداري في الوزارات والمؤسسات الحكومية، لذا فأول مهام وزراء الحكومة الجديدة القادمة هو القيام بعمليات تطهير وارتقاء بالاداء الاداري العام.

والوزير بالمفهوم الجديد هو عضو فاعل في الرأي والمشورة ضمن مستودع عقول مجلس الوزراء، فينبه لأوجه القصور في المواقف والقرارات التي ستتسبب في احراج الحكومة والدولة عند صدورها أو النكوص عنها، كما انه حافظ لأسرارها مؤمن بالتضامن مع زملائه الوزراء وليس عاملا على احراجهم اعتقادا منه ان هذا ما سيرفع مقامه ويحسن من صورته.

ولا يكتفي الوزير الجديد بأن يساهم في الاعلان عن مشاريع وزارته، بل عليه ان يدافع ويسوّق لتلك المشاريع بشكل دائم ومتواصل في وسائط الاعلام كما هو الحال في جميع الديموقراطيات الاخرى المتقدمة منها والمتخلفة، فهذا لقاء في الصباح مع التلفزيون وظهرا مع الاذاعة ومساء مع الصحافة أو ضمن البرامج الحوارية بعيدا عن الاعتقاد الخاطئ ان تلك هي مسؤولية «الناطق الرسمي» للحكومة، أي ايجاد شخص خارق يدافع عن أعمال كل الوزراء ويشرح أعمال ومشاريع كل الوزارات.

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *