العزاء الحار لآل الغانم الكرام بفقيدهم وفقيد الكويت المرحوم عبدالله يوسف الغانم، للفقيد الرحمة والمغفرة ولأهله ووطنه الصبر والسلوان و(إنا لله وإنا إليه راجعون).
والعزاء الحار للكويت قاطبة ولأهالي الابرياء من ضحايا حريق صالة أفراح الجهراء، فللفقداء الرحمة والمغفرة، ولأهلهم وأوطانهم الصبر والسلوان، ونقول في هذا المقام إن ظرف الكارثة المؤسف يستوجب التعامل المحترف معها لضمان عدم تكرارها ووقوع المزيد من الضحايا أكثر من التسابق على عمليات اللوم «المبكر» لهذا الطرف أو ذاك، فواضح أن وزارة الصحة قد قامت بما عليها ضمن الامكانات المتوافرة، وهي بالطبع لا تستطيع مهما فعلت أن تعيد الحياة لمن ذهب ضحية الادخنة الخانقة أو عمليات التزاحم القاتلة.
ترفع الدول المتقدمة التي تؤمن بحق الانسان في الحياة شعار «السلامة أولا» على مسار أمورها، فتنشئ ادارات الاطفاء ومعها الوزارات المعنية لجان سلامة مختصة تقوم بعمليات كشف دورية على المباني والمصاعد والمنشآت، فإذا ما وجدت قصوراً في مخارج الطوارئ أو معدات مكافحة الدخان والحريق تقوم بإغلاق تلك المنشآت على الفور وفرض العقوبات المالية الباهظة عليها، ولا تفتح إلا بعد تصحيح تلك الأخطاء، في بلدنا نؤمن دائما بشعار «السلامة أخيرا» ونظريات دفع الدم وازهاق الارواح قبل تصحيح الاوضاع الخاطئة بشكل «مؤقت» انتظارا لفاجعة أخرى.
واذا كانت فاجعة الكويت كبيرة كما رأينا في ضحايا حريق الجهراء الحالي وقبله ضحايا حرائق الشقق والمباني، فهل لنا أن نتصور ما سيحدث عندما نفجع ذات يوم بسقوط إحدى الطائرات ـ لا سمح الله ـ وفقداننا لمئات الضحايا مما سيجعل الكويت بأكملها تتشح بالسواد، ولن يخلو بيت في بلدنا حينئذ من حالة حزن وعزاء.
لقد حذرنا كمختصين في سلامة الطيران ومازلنا نحذر وبشدة من التهاون في عمليات السلامة الجوية خاصة بعد أن ألغى وزير المواصلات الأسبق النائب الفاضل عبدالواحد العوضي خطة تحديث اسطول المؤسسة وأبقى بالتبعية على الطائرات القديمة المتهالكة والتي يوجب استمرار تشغيلها الاهتمام بالسلامة الجوية بشكل مضاعف بعكس ما نراه قائما، إن كثرة الاعطال الفنية تدل كما يعرف خبراء السلامة على قرب وقوع الحوادث و… وقد اعذر من أنذر.
آخر محطة:
سؤال ساذج وبسيط، هل تأكد أحد بعد فاجعة الجهراء المؤلمة من إجراءات السلامة في جميع صالات الأفراح الأخرى وأن مخارج الطوارئ غير مقيدة فيها؟! لا اعتقد، لخوف البعض من أن يلام على حادثة الجهراء فيما لو بدأ يسأل عن إجراءات السلامة لدى الآخرين.