بدأت معالم الصحة والعافية تخيم على اقتصاديات الدول المتقدمة حيث تحولت بورصاتها إلى اللون الأخضر الغامق وتبعتها على عجل الأسواق الخليجية عدا السوق الكويتي الذي مازالت تحكمه المزاجية والنظرة السوداوية، فينخفض مؤشره مع انخفاض مؤشرات الأسواق الأخرى ويعود للانخفاض مرة أخرى مع ارتفاع مؤشراتها.
نرجو حال انقشاع غبار الأزمة العالمية الطارئة الحالية ألا يتبعها قيام أزمة دائمة في بعض المشاريع العملاقة التي أقيمت على الأرض العربية من خليجها إلى محيطها بشكل متعجل ودون دراسة جادة للجدوى الاقتصادية، والتي تم تمويلها بقروض من البنوك جاوزت مئات المليارات من الدولارات، لقد ثبت أن الدول المتقدمة تملك السيولة اللازمة للتغلب على نكساتها الاقتصادية، فهل تملك بالمقابل بعض دولنا العربية مثل تلك الأموال؟!
قام أحد الأصدقاء بحضور جلسة الكونغرس التي نوقشت خلالها خطة انقاذ الاقتصاد الأميركي وأرسل لي انطباعاته من هناك وكان أولها ملاحظته كم الهدوء والعقلانية والاحتراف وعدم الانحراف عن الموضوع المطروح الذي ساد النقاش.
وقد أعطت رئيسة الجلسة دقيقتين لكل عضو، ولم يحاول أحد التمديد أو مقاطعة زملائه، نرجو أن نلحظ أمرا مماثلا عند مناقشة الأزمة الاقتصادية في مجلس أمتنا العتيد.
أجمل ما في اللعبة الديموقراطية أن نتعلم كيفية تقبل الهزيمة بروح رياضية وأن نؤمن بأن الخلاف لا يفسد للود قضية، وقد شاهدنا المرشح ماكين مؤخرا وهو يدافع عن خصمه أوباما أمام من شتمه واتهمه بتهمة شائنة وهي انه «عربي»! نقول هذا ونحن نستمع لأخبار نرجو عدم صحتها عن عزم من أسقطت المحكمة الدستورية عضويتهما حضور الجلسات بالقوة واعتبار حكم المحكمة الدستورية وكأنه لم يكن، الكويت بلد دستوري والتعامل مع أحكام القضاء يجب أن يمر عبر أروقة المحاكم أو انتظار الانتخابات القادمة لتحكيم الناخبين فيمن هو الأصلح لتمثيلهم.
آخر محطة:
كل المحاكم التي تختص بقضايا فردية صغيرة يتم الاختصام ضد احكامها أمام محاكم الاستئناف والتمييز، لماذا لا يتم خلق محكمة دستورية عليا يمكن الرجوع لها حال عدم الرضى عن حكم المحكمة الدستورية الأولى؟!