استضافتنا الزميلة منتهى الرمحي ضمن برنامجها الشائق «بانوراما» الذي تبثه قناة «العربية» للحديث حول الانتخابات الاميركية وكان رأينا ان الجمهوريين اكثر فائدة للعرب من الديموقراطيين، حيث يدعمهم في العادة رجال النفط ومن ثم سيبقون اسعار النفط في مستويات معقولة بعكس الديموقراطيين، القادمين لا محالة، ومعروف ان النفط هو المورد الرئيسي للدول الخليجية والعراق وسورية ومصر والسودان وليبيا والجزائر واليمن اي اكثر من 85% من الشعب العربي، كما ان سياسة الجمهوريين الحازمة ستردع بعض المتربصين بوطننا العربي اضافة الى منعها قيام حرب اهلية في العراق قد تمتد الى جيرانه.
هذا الموقف الموجب والمؤيد للجمهوريين لا يمنعنا من الوقوف ضد المرشح ماكين بسبب غطرسته وعنجهيته حينما لم ينظر في المناظرة الأولى لمنافسه اوباما كما استخدم معه في المناظرة التالية مصطلح «هذا الواحد» وهو مصطلح يستخدمه بعض المتعصبين البيض عند تحدثهم عن السود، اضافة الى محدودية القدرات وقلة الذكاء حتى عند مقارنته بالرئيس بوش الابن الذي وصف اميركيا بالغباء وادت قراراته الى الكوارث لأميركا، والعالم، واحراج اصدقائها ومؤيديها.
ففي مقابل اوباما الحائز على الدكتوراه من جامعة هارفورد (في اميركا لا يتباهون بحرف الدال كما هو الحال عندنا) نجد ان سيرة ماكين تظهر انه انضم للكلية البحرية بواسطة من والده الادميرال، وقد كان ترتيبه عند التخرج هو 894 مما مجموعه 899 طالبا، وللمقارنة فالرئيس بوش الابن خريج جامعة ييل وقد اصبح طيارا في الحرس الوطني بواسطة كذلك من والده بوش الاب بعد سقوطه في امتحان تأهيل الطيران (الابتديود تست) حتى لا يخدم في ڤيتنام.
ولم يسقط بوش الابن اي طائرة قادها بعد سقوطه في امتحان القبول اما ماكين فقد اسقط 5 طائرات حربية في التمارين قبل ان يسقط وطائرته فوق هانوي وهو معدل لو قام به كل طيار حربي اميركي لانتصر الاتحاد السوفييتي على اميركا دون حرب، وقد اصيب ماكين في يديه – حتى انه لا يستطيع ان يصفف شعره بيده هذه الايام – ورجليه كونه لم يضمهما كما يعرف كل طيار حال خروجه من الطائرة بعد اسقاطها وقد سمي من قبل الاسرى الآخرين بـ «الكناري المغرد» بسبب حديثه لإذاعة ڤيتنام الشمالية وهو ما جعل هؤلاء الاسرى يخلقون تجمعات ومنتديات الكترونية ضده.
وقد بدأ معسكر ماكين بإطلاق اسم «حسين» على اوباما ووصفه بالخطر والغريب عن البلاد ومحاولة ربطه بإرهابي كان يعمل في الستينيات عندما كان عمر اوباما لا يتجاوز 8 سنوات (!) ونسي ذلك المعسكر ان ماكين هو من جمهورية بنما حسب مولده، كما ان سيرته الشخصية لا تسر على الاطلاق فقد تخلى عن زوجته الفقيرة الأولى التي وقفت معه ابان اسره بعد تعرضها لحادث سيارة وطلقها ليتزوج فتاة ثرية تصغره بحوالي 20 عاما استطاع ان يستخدم اموال ونفوذ والدها للوصول الى الكونغرس ومحاولة الوصول للرئاسة بعد ان كان راتبه لا يتجاوز 25 الف دولار في العام كضابط، وقد التزمت زوجته الاولى الصمت كونه التزم بمصاريف علاجها الباهظة طوال عمرها كتسوية طلاق.
آخر محطة:
تواترت الأنباء بأن رئيس جهاز الامن القومي الاميركي اصدر قرارا سريا بإطلاق النار على سارة بالين فور وفاة الرئيس جون ماكين، وقد اتى في شرح القرار عدم معقولية ان يحكم شخص بمحدودية خبرات وقدرات سارة باركودا، كما تسمى في الاسكا، دولة بحجم الولايات المتحدة، وتضمن القرار التذكير بكيفية وفاة الحاكمة شجرة الدر في مصر.