تبدأ اليوم السيدتان سعاد الصباح وبدرية السعود بنشر ملاحظاتهما على ما أتى في ذكريات أحد المخضرمين، ما نرجوه أن يقوم رجال السياسة والاقتصاد والفكر في بلدنا بتسجيل ذكرياتهم على أشرطة سمعية وبصرية، حتى يمكن في يوم ما نشرها أو على الاقل استخدامها لتصحيح وقائع قد تأتي في مذكرات شخصيات غير كويتية أو كويتية، فالفراغ التاريخي للاحداث يتيح لمن يريد ملأه بما يريد.
من سعد بارتفاع سعر صرف الدينار مقابل الدولار عليه أن يتذكر ان جل مداخيل الدولة من النفط أو الاستثمارات الخارجية هي بالدولار، ومن ثم فانخفاض سعره يعني بالتبعية انخفاض موارد البلاد، شخصيا أكاد أجزم بأن ما لم تعدل الادارة الديموقراطية القادمة مسار الاقتصاد الاميركي بشكل رئيسي فسيصبح سعر الدولار أقل من 150 فلسا، وستسود العالم بشكل عام والمنطقة بشكل خاص فوضى اقتصادية تضاف للفوضى السياسية والأمنية التي نعيشها.
تشكل الاسواق الضخمة القائمة في بلدنا هذه الايام على نظام الـ B.O.T ما هو أشبه بواحات باردة وسط الانواء المناخية القاسية، حيث يمكن لك فيها أن تتمشى وتتغدى وتشتري في الوقت ذاته، مازلت أتذكر حتى سنوات قليلة اصطفاف بعض الاصدقاء العاملين في الكويتية والطيران المدني قرب كابينة القيادة قبل رحلات أوروبا وأميركا لتوصيتي بشراء ملابس الاطفال من هذا المحل والكبار من ذاك والكاكاو من محل ثالث، بل وحتى شراء الحليب طويل الاجل، تحية كبيرة لرجال القطاع الخاص الذين يشتمون كل صباح ومساء ممن وفروا لنا في بلدنا جميع تلك الاشياء دون عناء وبأسعار أقل من المصدر، والله يرزقهم أكثر وأكثر فما كان لأحد منا أن يوفر تلك الواحات والاسواق والبضائع لولاهم.
يقال إن بإمكانك أن تحضر الحصان الى النهر، الا انك لا تستطيع ارغامه على شرب الماء، فكرة جميلة خلق مكتبات في السفارات كي يستطيع الديبلوماسيون الكويتيون الارتقاء بعملهم السياسي، استعرت ذات مرة كتابا مختصا عن الامم المتحدة من مكتبة وزارة الخارجية، ولاحظت ان آخر من استعاره وقرأه هو الديبلوماسي والاديب المرحوم عبدالله زكريا الانصاري عام 1965.
ندعم ونؤيد بقوة اعطاء الافضلية للعاملين في قطاع الاعلام الخارجي للعمل في مكاتبنا الخارجية، الا أننا نتحفظ على مبدأ حصره بهم، د.شفيق الغبرا وهو أحد اعضاء لجنة الاختيار أتى من خارج القطاع وأبدع أيما ابداع في مكتبنا بواشنطن، اعتقد ان علينا أن نقرر في البدء الهدف من خلق مكاتب الاعلام الخارجي، ومن ثم نقرر كيفية ملئها وما هي العناصر الموائمة للوصول لذلك الهدف، فإن كان الأمر معنيا برفع اسم الكويت والدفاع عن سمعتها امام الهجمات والانتقادات التي تتعرض لها، فالواجب ان نضع على تلك المكاتب أكفأ عناصرنا الاعلامية والاكثر قدرة على مقارعة الحجة بالحجة، وعدا ذلك يصبح الأمر مضيعة شديدة للوقت والمال، فالانترنت كفيل بإطلاعك وأنت في بلدك على ما يكتب في صحافة الخارج دون الحاجة لإرسال قصاصات الصحف من هناك.
آخر محطة:
يمكن لك أن تخدع كل الناس بعض الوقت لا كل الوقت، أتى تقرير مؤسسة «بيبول» العالمية بمثابة صفعة قاسية لمن يعملون كل صباح ومساء لتسويد الصورة أمام النشء وافشاء الثقافة السالبة التي يقتات منها المخربون والمتطرفون، فقد أثبت التقرير ان الكويتيين هم الشعب الأكثر رضا في العالم عن أحواله ومعيشته وواقعه السياسي، ضمن التقرير تقدير وتوقير أغلب الشعوب العربية والاسلامية للدور العاقل والحكيم الذي تقوم به المملكة العربية السعودية.