ليس أشد على النفس من رؤية ظلم ناجز يقع على الناس فلا يتصدى له أحد، وبعض الظلم يقع على الصغار وبعضه الآخر يقع على الكبار، الا أن طعمه ومرارته في الفم واحدة، وقد قرأنا ولحظنا فيما يدور حولنا مظالم عدة منها: حقيقة عدم الانصاف الذي يتعرض له وزير الاعلام وهو الخبرة والكفاءة الاعلامية التي استعانت بها أغلب المحطات الفضائية العربية عند انشائها، وبدلا من أن يعطى الفرصة كاملة حتى يجعل تلفزيون الكويت محط أنظار المشاهدين من عرب وكويتيين، يتم التعرض له بسبب عمليات الاصلاح ومحاربة الفساد التي قام بها ووفرت على المال العام عشرات الملايين، وهو ما أثار الضغائن عليه، ومن ثم تم القفز على الدستور حتى في محاربته، والذي ينص على عدم جواز محاسبة أي شخص قبل تسلمه مقاليد الوزارة حالنا كحال جميع الدول المتقدمة التي تستعين اداراتها الحكومية بالمختصين ورجال الاعمال كوزراء وسفراء ومدراء دون أن يتطرق أحد لأعمالهم قبل التحاقهم بالعمل الحكومي.
والحقيقة انه حتى تلك الأعمال الخاصة التي تركها السنعوسي ليتفرغ لوزارة الاعلام ليس فيها ما يشين أو ما يسيء، فمشروع الشوبيز ليس بنظام B.O.T كما يشاع، بل عبر تأجير مباشر من الدولة وستصرف عليه 10 ملايين دينار لينتهي عقده بعد سنوات قليلة، مما يعني أن الدولة ستحصل على ما يقارب 200 ألف دينار شهريا لأرضها المؤجرة، وهو سعر التأجير الأعلى في الدولة منذ انشائها، ومثل ذلك مشروع «السليل» الذي سيجعل الناس ترتحل من المدينة الى الجهراء بدلا من العكس، حيث ستوفر المطاعم والفنادق والمشاريع الترفيهية التي يفتقدها بشدة سكان تلك المدينة.
وضمن المظالم ما أصاب الزميل الاعلامي البارز يوسف الجاسم الذي ترك برامجه في «أوربت» و«العربية» التي كانت تدر عليه أكثر مما يدفع له من تلفزيون الكويت والذي جلب له من الاعلانات التجارية التي تبث ضمن برامجه ما يزيد بأضعاف مضاعفة عما يدفع له، وكان العشم أن نشجع وندعم الكفاءات الاعلامية الكويتية، لا أن نساهم بإحباطها وتطفيشها كونها فقط صديقة شخصية لوزير الاعلام، وهل هناك وزير سابق أو قائم أو قادم لا صداقات شخصية لديه؟!
ومن مظالم الداخل الى مظالم الخارج وما تتعرض له حكومة الاكثرية في لبنان من ظلم فادح، فقد جرت العادة ان تقمع وتقتل الحكومات قوى المعارضة، أما في لبنان فالحكومة وحلفاؤها هم من يتعرضون لعمليات القتل والقمع والاكاذيب والاشاعات، حيث فقدت تلك القوى خلال عام ونيف رئيس حكومة وثلاثة وزراء وعدة ساسة وإعلاميين، كما اتهمت بأنها تشتري وتغرق حلفاءها بالمال، لنكتشف عبر عملية الاغتيال الاخيرة أن أحد أبرز وزرائها ومرشحها المحتمل لرئاسة الجمهورية يمتلك سيارة كورية، هي الأرخص في البلد، مما مكن القتلة من تجاوزها وإيقافها وقتل من فيها.
آخر محطة:
في عملية إسقاط القروض التي سنتعرض لها لاحقا نرجو أن نشهد حوارا صحيا يعكس الرأي والرأي الآخر، لا إلقاء التهم واستخدام منهاجية التحريض ضد المسؤولين والنواب أمثال الفاضلين بدر الحميضي وأحمد باقر، والحديث ذو شجون.