سامي النصف

التعليم القضية الأهم والأخطر

يتضح مما ورد في جريدة القبس (30/9/2006) أن كلفة الطالب في التعليم الحكومي الكويتي هي الأعلى في العالم أجمع حيث تقارب 5 آلاف دولار سنوياً وتزداد الكلفة عند إضافة مبالغ الدروس الخصوصية.

يتزامن هذا مع الحقائق التي تظهر ان مخرجات التعليم الحكومي تضع طلابنا دائماً في المستويات الأسوأ في اختبارات القدرات العلمية التي تقيمها المنظمات الاقليمية والدولية.

ان الاستثمار الجدي في التعليم هو النهج الأمثل لتحويل الكويت لمركز مالي فاعل ومن ثم الاستغناء التدريجي عن النفط كمورد وحيد للميزانية العامة كحال الدول الصغيرة الأخرى أمثال هونغ كونغ وسنغافورة ولوكسمبرغ وسويسرا التي هي أغنى منا بكثير رغم عدم وجود موارد طبيعية فيها.

ويعاني التعليم العام بشكل عام في الكويت من إشكالية الكم والنوع، فمن ناحية الكم يقل عدد ساعات الدراسة في الكويت عن مثيلاتها في دول العالم بشكل كبير بسبب طول العطل وقصر اليوم الدراسي كنتيجة طبيعية لعوامل الضغط السياسي التي تقوم بها الجمعيات المهنية المختصة.

واما من ناحية النوع فواضح للجميع ان مخرجات التعليم الحكومي لا تلبي حاجيات المجتمع ولا تساعد على إخراج المحترفين الذين بإمكانهم رفع أداء الوزارات والمؤسسات الحكومية وإدارة الشركات الخاصة بكفاءة، حيث اختص التعليم العام في الأغلب بإخراج الموظفين ومحترفي البطالة المقنعة.

وقد زاد الطين بلة عملية التضييق والهجوم المتواصل على المدارس الاجنبية في الكويت والتي يمكن بسهولة مشاهدة الفارق الكبير بين مخرجاتها ومخرجات التعليم العام وهو أمر يلحظه كثير من أولياء الأمور عند مقارنتهم بين الابن الذي أدخل للتعليم الحكومي والابن الآخر الذي أدخل للمدارس الخاصة الأجنبية.

إننا بحاجة لتشجيع توجه الأجيال الكويتية للمدارس الخاصة التي تنمي القدرات وتساعد على اكتساب اللغات الحية وإجادة استخدام الكمبيوتر مع ملاحظة ان المجتمع لن ينهض طالما أخرجنا له كل عام قلة قليلة من الطلاب المحترفين من تلك المدارس مقابل آلاف مؤلفة من الطلاب الهواة او الطلاب الموظفين من خريجي التعليم العام.

ان العمل لكويت المستقبل او لكويت 2025 وما بعد، يقتضي البدء منذ الآن في خلق نظام تعليم مشترك تساهم فيه الدولة بالمدارس وأولياء الأمور بجزء من كلفة التعليم تكون مناهجه قريبة من مناهج التعليم الخاص، فما نزرعه اليوم سنحصده غداً فإما أجيال قادمة متمكنة من اللغات الحية ومواكبة للعصر الذي تعيشه وقريبة في قدراتها الذاتية مما نراه في الدول المتقدمة كأوروبا وشرق آسيا، أو أجيال شبه أمية تؤمن بالخزعبلات والخرافات تضر بجهلها انفسها ودينها وأوطانها كحال طلاب العالم الثالث، والخيار اليوم لنا.

اخر محطة:
 
نرقب تصرفات النواب الجدد ونهدي تحية خاصة للنائب الفاضل أحمد الشحومي على طريقة تعامله مع ما ذكر من تجاوزات مالية في إحدى المدارس حيث أعطى الوزير المختص الوقت الكافي لإصلاح الخطأ، ونرجو في هذا السياق الإسراع بتعيين وكيل للوزارة لإكمال عملية الإصلاح فيها.

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *