سامي النصف

حكومة 2007

نحن بحاجة لنهج جديد وثقافة جديدة تبعدنا عن الخارطة الزرقاء التي تشكل من خلالها الحكومات المتعاقبة فتنتهي في بعض الأحيان بالأزمات والاستجوابات والاستقالات اللاحقة، وأول مقترحات التشكيل الجديد التشاور بشكل مختلف مع الكتل البرلمانية الأربع، فيبحث عن القواسم المشتركة بينها، ثم الاتفاق بشكل مسبق على أن تشكيل حكومة إصلاحية تحارب الفساد يعني دعم الكتل بشكل واضح وصريح لمساراتها وقراراتها لا أن يكون لسانهم معها وسيوف استجواباتهم الكيدية ضد وزرائها.

وهناك حاجة ماسة للوزراء الناطقين من منظرين ومفكرين ممن يستطيعون ان يسوقوا للناس برنامج عمل الحكومة ويدعموا خيارات الخصخصة، وكويت المركز المالي والنهضة الجديدة.

ان منهاجية الحكومة الناطقة قضية مهمة، حيث من خلالها يتم كسب الرأي العام فتخف الأزمات والاستجوابات ودون ذلك سيظل هناك من يستضعف الحكومة ويحاول ادعاء البطولات من خلال إعلاء الصوت الأجوف عليها.

ومن الضرورة بمكان معرفة ان شريحة الأذكياء من جميع القطاعات هي الأصلح لمناصب الوزراء، حيث ان كفاءاتهم العقلية تثري الحوار ضمن المجلس وتجعله اقرب لمستودع عقول يرشد القرارات الصادرة ويحصنها من الأخطاء والزلات، ومن ثم إيقاف ظاهرة سحب المشاريع والقوانين بعد صدورها، كما ان لهذا النوع من المسؤولين القدرة على تحفيز العاملين في الوزارات المختلفة ودفعهم للعمل الجاد، مما يشعر المواطنين والمقيمين بالرضا والراحة تجاه أداء الحكومة، ويوفر القطاع الخاص عادة شريحة كفؤة وبعيدة عن الموروثات الحكومية العاشقة للروتين واسلوب «كتابنا وكتابكم» الشهير، وأمر كهذا لا يعني توزير من يؤمنون بالليبرالية المتوحشة التي لا ترى خطأ على الاطلاق في طرد جميع الكويتيين من وظائفهم وابقائهم مشردين على الأرصفة لما في ذلك بنظرهم من حرص ومراعاة لمصالح الكويت العليا.

وضمن القطاع الحكومي وفي وزاراته ومؤسساته وشركاته رجال ونساء لو وضعتهم على جراح الوطن لبرئ وتعافى وشفي وخرج يجري مسابقا وسابقا الآخرين، ومثل هؤلاء ليسوا بالضرورة على قمة الهرم الاداري، حيث ان نظامنا الحكومي كثيرا ما يرقي ويصعد ذوي الاعاقات الفكرية والضمائر المهترئة ويدفع لزوايا النسيان بأصحاب الكفاءات النادرة والضمائر الحية.

ومما يساء له كثيرا ويخدع به حتى وقوع الفاس بالرأس مصطلح وزراء التكنوقراط فيؤتى للوزارة بمن يحمل الشهادات العليا، والشهادات العليا منه براء، أو بمن يسبق اسمه حرف الدال دون معرفة ان ضمن تلك الشريحة ـ حالها كحال جميع الشرائح الأخرى في المجتمع ـ الكفؤ الأمين، كما ان من ضمنها عديم الكفاءة، فالشهادات العليا يتم الحصول على البعض منها بالذكاء والقدرة والبعض الآخر بالمثابرة والتكرار الذي يعلم الشطار، كما يشترى بعضها الثالث بالكيلو أو الرطل طبقا لبلد الجامعة المصدرة لتلك الشهادة.

آخر محطة:
حُسن المنتج لايعني الاستغناء عن الحملات الإعلانية والإعلامية الدعائية لترويجه، خطط حكومة 2007 ومشاريعها بحاجة لتفعيل خطط الإعلان عنها وتسويقها لحصد وحشد دعم الجمهور لها.

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *