سقطت بيزنطة القديمة وأهلها مختلفون في داخلها بشدة على جنس الملائكة وهل هم ذكور أم إناث؟!
هذه الايام نمر بأحداث جسام في الكويت وخارجها ومازال بعض القوم في بيزنطة الجديدة يشغلوننا بأزمات واستجوابات متلاحقة أظهرت دون أدنى شك أن حس المواطن البسيط العادي أرقى وأكثر وعيا وقدرة على تحليل الأمور والاحساس بالخطر من بعض الساسة ومختصيها.
لم نلحظ قط أن احد فيروسات انفلونزا البشر دخل البلد فزار عائلة أو رواد ديوانية واحدة ثم خرج وودع، الحال كذلك مع فيروس انفلونزا الطيور الذي لن يكتفي بزيارة هذه المزرعة أو تلك الحظيرة ثم يغادر مودعا، ان بقاء الفيروس لمدة طويلة في الكويت يعني استقواءه وتوطنه، وهناك خوف شديد لدى منظمة الصحة العالمية من تحوله الى شكل وبائي يتسبب بإبادة ملايين البشر في جميع أنحاء العالم.
نسبت مجلة روز اليوسف في عددها الاخير للدكتور جون جابور رئيس المكتب الاقليمي لمنظمة الصحة العالمية قوله ان سورية وتركيا نجحتا في القضاء على مرض انفلونزا الطيور عبر ابادتهما لكافة الدواجن والطيور، وان سبب اخفاق مصر ووضعها المخيف الحالي الذي وطن الوباء لديها هو تخبئة الاهالي لدواجنهم وطيورهم وانتظار إصابتها قبل الابلاغ عنها والتخلص منها وواضح أننا في الكويت قريبون من ذلك المسلك غير الجاد والمدمر في المكافحة.
فما نشرته الصحافة المحلية في الايام الماضية خطير جدا، فهناك عمليات تساهل واستخفاف شديدة من الاهالي وبعض شركات ومحلات الدواجن في التعامل مع هذا الداء الكارثي الخبيث فالبعض يخشى على حمامه «القلابي» الثمين والبعض الآخر على صقوره وثالث مازال يبيع الدواجن والبيض والطيور للسذج والخدج لأجل حفنة قليلة من الدنانير لا يمانع مقابلها من بقاء المرض مستوطنا في البلد الى الابد.
لقد عايشت ومازلت الوضع في مصر حيث حرمنا الى أجل غير مسمى من أكل الحمام المصري الشهي والفراخ الطازجة واكتفينا بأكل الدجاج المستورد المثلج الذي لا طعم ولا قيمة غذائية له حتى ان بعض العائلات الكويتية والمصرية بدأت بإحضار كراتين الدجاج الطازج معهم من الكويت لاستخدامه وتوزيعه كهدايا ثمينة وهو أمر سيتوقف بالقطع في ظروفنا الحالية.
ان عدم التعامل السريع والحاسم مع داء انفلونزا الطيور وترك الأمر اختياريا لمن يود أن يثقب قاع سفينة الوطن عبر احتفاظه بدواجنه وطيوره يعني حرماننا لأزمان طويلة من وجبات الدجاج الطازج والبيض المحلي الذي عاقب رب العباد من رفع أسعاره على المواطنين بعدم وجود من يشتريه هذه الايام، اننا بحاجة لحملة تمشيط وابادة قوية تمتد من أقصى الشمال لأطراف الجنوب مع فرض عقوبات مغلظة على من يفضل حياة طيوره على ممات شعبه.
آخر محطة:
تسبب اخفاق الشقيقة مصر في محاربة المرض بعقد المؤتمر الدولي الثاني لمكافحته على أرضها، نرجو ألا يتسبب إخفاقنا في عقد المؤتمر العالمي الثالث للمكافحة على أرضنا.