سامي النصف

طيران

شركة «كاسكو» لخدمات الطيران وان كانت تتنافس في السوق التمويني والخدماتي مع الشركات الخاصة الأخرى، إلا أنها في الواقع مملوكة بالكامل للدولة، وبالتالي فإن الاساءة الى سمعتها بحسن نية وبدعاوى غير دقيقة أو صادقة هي إضعاف ظالم لقدرتها على التنافس مع الشركات الخاصة الأخرى، وإساءة لجهود الآلاف من موظفيها ومنهم مئات الشباب الكويتي.

ومن ذلك الاشادة بالرد الوافي الذي تقدمت به وزيرة المواصلات المحترمة على أسئلة نشرت في الصحافة تضمنت اتهامات ابتعدت عن الموضوعية للأسف في جزء كبير منها لشركة كاسكو، وكان التعامل الأفضل مع تلك الاتهامات ـ أو حتى غيرها في وزارات ومؤسسات الدولة الأخرى ـ ان يتم التأكد من صحتها قبل نشرها على الملأ حرصا على المصلحة العامة التي يرومها الجميع.

ما طرحه الزميل علي البغلي في مقال الأمس، حول ضرورة شراء طائرات جديدة لمؤسسة الخطوط الجوية الكويتية بعد الدعم الواضح للمؤسسة من قبل كبار المسؤولين في الدولة وضمن سوق بتنا نرقب فيه بحسرة شراء دول خليجية لمئات الطائرات الحديثة لأساطيلها الجوية مما يضعف من القدرة التنافسية لمؤسستنا الوطنية العريقة، لا يحتاج إلا لدعم رجال سلطتنا التشريعية الأفاضل لمشروع زيادة رأسمال المؤسسة كي يتضمن المبالغ التي ستدفع لشراء تلك الطائرات الحديثة، وهو ما سيفتح الأجواء واسعة «للكويتية» للتنافس وخدمة المواطنين بشكل أفضل، كما سيتيح المجال لتوظيف المزيد من الشباب الكويتي في المؤسسة وخلق فرص عمل جديدة للآلاف.

وقرار شراء الطائرات متى ما اتفق عليه يجب أن يتم بالسرعة الممكنة، علما أن «الكويتية» تقوم ومنذ مدة بالدراسات الفنية اللازمة للاختيار الأفضل بين أنواع الطائرات المختلفة، حيث ان مواعيد تسليم الطائرات تتأخر مع كل يوم يمر وكنتيجة لانفتاح الصين والهند ممن أصبحوا كالثقب الأسود يمتص كل الطائرات المصنعة، اضافة بالطبع للتزايد المطرد في الحركة الجوية في بقاع الأرض المختلفة، علما أن أحد أسباب تأخر طائرات ايرباص A380 العملاقة هو رغبات شركات الطيران المختلفة بوضع تصاميم متباينة داخل الطائرة، مما خلق اشكالية في توزيع وتوصيل وايرات الكهرباء مع كل تصميم يختلف عن الآخر وخلق ضغطا على طلب الطائرات الأخرى.

آخر محطة:
أعجبني التعقيب العاقل من جمعية الطيارين ومهندسي الطيران الكويتية حول قضية الهبوط الاضطراري للطائرة الكويتية في رأس الخيمة وضرورة انتظار نتائج التحقيق الفني للموضوع الذي تشير بعض مؤشراته الأولية لعطب لا دخل للصيانة بالضرورة به في الجهاز المسؤول عن انزال العجل الأمامي للطائرة، ومن ثم صحة قرار الطيار بالهبوط الاضطراري واخلاء الطائرة، حيث ان العجل الامامي لم يكن في وضع النزول الآمن Down and locked المفترض، ومن ذلك كان دخول الشركة المصنعة كطرف مراقب في التحقيق، وبالطبع الجميع في انتظار النتائج النهائية للتحقيق الذي لم ينتج عنه ولله الحمد إصابات خطيرة مما يبقي سجل مؤسستنا الوطنية ناصعا في مجال السلامة الجوية.

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *