زرت نادي صحارى للغولف الواقع على الدائري السادس ضمن أرض نادي الصيد والفروسية بصحبة رئيس مجلس إدارة شركة مجمعات الأسواق التجارية المالكة للمشروع السيد توفيق أحمد الجراح والعضو المنتدب السيد عبدالرحمن بهمن، وكان الانطباع الاول عند الدخول انك لست في الكويت، بل في أوروبا أو أميركا.
فالنادي متعوب عليه بحق، ولم يُبخل بالمال في التصميم والتنفيذ، حتى ان مخطط الكهرباء فيه قام به حفيد توماس اديسون مخترع الكهرباء، كما أن جميع مطاعمه وشاليهاته وأنديته الصحية تديرها وتشرف عليها شركة هيلتون العالمية، وقد صُممت جلساته المختلفة بحيث تطل بشكل رائع على ملاعب الغولف الخضراء وعلى حفر البداية والمنتصف والنهاية التي يهتم بها محبو ومحترفو لعبة الغولف العالمية.
وقد استغل المشروع الذي فاقت كلفته 80 مليون دولار المساحات غير المستغلة داخل مضمار الخيل كتكملة لملعب الغولف بعد ربطه بأنفاق تحت الأرض ولإنشاء بحيرات مائية تزيد المشروع جمالا وتضيف بالطبع للصعوبات المختلفة التي يواجهها اللاعبون ممن ينتقلون من بلد الى آخر ومن ملعب الى ملعب لمواجهة التحديات المختلفة التي يقوم بها مصممو ملاعب الغولف التي لا يشبه أحدها الآخر بعكس ما يعتقده الكثيرون.
وضمن المشروع الذي يسر ويشرح القلب قسم لتعلم الغولف أو للاحماء، وتلك اللعبة التي لا يكتمل حلم كويت المركز المالي دون توافرها كونها الرياضة الاولى للنخب المالية التي تعقد الصفقات الكبرى على مضمارها، أعتبرها شخصيا، وبعد أن استمعت لشرح واف من الأخ عبدالرحمن بهمن عن بروتوكولاتها واتيكيتها وطرق ممارستها، أقرب للعبة شطرنج رياضية حيث تعتمد كثيرا على الخطط البارعة والصبر والتنفيذ الجيد وما أحوج رجال أعمالنا بل وحتى ساستنا ومفكرينا وإعلاميينا ومثقفينا لاتقان تلك اللعبة المفيدة للعقل والجسد، وجعل الموقع ناديا لتلك النخب المؤثرة كحال الدول المتقدمة.
وللنادي ما يقارب 20 شاليها ما بين مزدوج وفردي الغرف في كل منها حمام سباحة خاص به وتطل الشاليهات على أرض الغولف الخضراء، كما تطل على مضمار سباق الخيل، لذا سيسعد الساكن وعائلته بمشاهدة الاثنين، هذا اضافة الى أندية صحية يقارب مستواها 7 نجوم ومثلها المطاعم الراقية مما يؤهل الموقع لأن يصبح منتجعات صحية للتخسيس واللياقة تغني عن الذهاب لأقصى الأرض ولا يحتاج الأمر إلا لتعاقد خارجي مع طاقم طبي مختص ووضع تعرفة للإقامة الطويلة.
والعمل جار على قدم وساق لإنهاء مشروع مول تسوق ضخم يمكن لرواد النادي والزائرين أن يقوموا بالتسوق فيه.
وفي أثناء التجوال الذي استغرق 3 ساعات روى لي الأخ توفيق الجراح، الذي هو بمنزلة مصنع للافكار التجارية الممتازة، عن مشروع التنس المقبل الذي سيمكن الكويت من إقامة بطولات التنس الدولية على أرضها.
وجميع تلك المشاريع قائمة بالطبع على نظام B.O.T الذي يرى بوجراح أن البديل الوحيد لإلغائه هو ان توفر الدولة الأراضي الواسعة للمستثمرين بأسعار رمزية كالحال في دبي وباقي الدول الأخرى.
وقد أنهيت يومي بزيارة سوق المباركية التراثي الذي تغص مطاعمه ومقاهيه بالرواد الباحثين عن الطعام الطازج والأرجيلة والشاي على الفحم.
آخر محطة:
(1) الكويت جميلة بمشاريعها وأسواقها وشواطئها ومتنزهاتها وحدائقها وجزرها ومدنها الترفيهية، ولا يحتاج الأمر إلا لإعادة اكتشافها، وفي ذلك دعم للاقتصاد الوطني وتوفير للجهد والمال، فمتى زرت آخر مرة الكويت الشقيقة؟
(2) ومتى زار معارضو نظام B.O.T تلك المشاريع الرائدة حتى يبدلوا معارضتهم الى دعم فاعل لها حيث لا غنى للدولة ومواطنيها عنها؟