سامي النصف

ولا ينبّئك مثل خبير

الآن وبعد ان انخفضت اسعار النفط الى الاربعينيات اي ما يقارب النصف من سعرها قبل اشهر قليلة ومن ثم انخفاض دخل الكويت بنفس النسبة القابلة لمزيد من الانخفاض في المرحلة المقبلة، الا يستحق الجهد المضني الذي قام به السيد بدر الحميضي وزير المالية في وسائل الاعلام والمنتديات والديوانيات للدفاع عن المال العام امام الهجمة الشرسة لاستنزافه، كل الشــــكر والعرفان والتقدير من الشعب الكويتي بدلا من اللوم والاستجواب والتقريع الذي يــــهدد به البعـــض؟!

منحة 100 دينار لكل طالب في الجامعة والمعهد التطبيقي يعني عطاء ستستفيد منه ليس فقط 40 الف عائلة كويتية مكتوية بمصروفات طالب الجامعة الباهظة بل جميع العوائل التي سترسل ابناءها مستقبلا للجامعة، وهو ما يشجع على الارتقاء بالمستوى العلمي العام للبلاد، تلك المنحة لن تتسبب بغلاء الاسعار كما انها مبررة وضعف مبلغ 50 دينارا المطالب به دون مبرر للجميع.

ويتحدث الجميع عن الخطط المستقبلية للتعليم، واقول عبر المشاهدة والاختلاط برجال القطاع الخاص الفاعلين بالمحيط المحلي والعربي والدولي ان النظام الوحيد الكفيل بالقفزة النوعية التي تحتاجها البلاد لاستبدال عوائد النفط بعوائد الشباب المنتجين المؤهلين هو النظام القريب او المتطابق مع انظمة المدارس الاجنبية الخاصة، اي الذي يساعد على اتقان اللغات الحية والاستخدام الامثل للحاسوب وينمي منهاجية الاحتراف لا الهواية ويشجع التفكير والابتكار ويدفع لحسن القرار ودون ذلك سنبقى نتحدث عن التعليم ومخرجاته ومشاكله ونحاول اعادة اختراع العجلة لمائة عام قادمة.

بإمكاننا ان نغير اتحاد كرة القدم بأكمله ولن يتغير شيء في المستوى الهابط للكرة الكويتية، الحل لا يكمن في تغيير الاشخاص والافراد بل بتغيير طبيعة الاداء والادوار فالانجاز حتى يتحقق يجب ان يمر عبر اعطاء اللاعب والمدرب المحترف دورهما الحقيقي في الملعب لا تضخيم دور الاداري على حسابهما، كذلك فعلى الاداري ان يتفرغ لعمله الحقيقي وهو تسهيل الاجراءات التي تعيق اداء اللاعب من انذارات ورسوب وظيفي وغيرهما بدلا من تركها سائبة والاستفراد بخطف اضواء الكاميرات عند الانتصار والابتعاد عنها عند الهزائم وما اكثرها.

آخر محطة:
وصلتني للتو رسالة معبرة من السيد توفيق احمد الجراح رئيس مجلس ادارة شركة مجمعات الاسواق التجارية يشكرنا فيها على دعمنا لقضايا التنمية في الكويت ويثني على مقال «لا لعمر افندي» ويعاتبنا على عدم التطرق لمشاريع الشركة كسوق المباركية ومنتزهات الشعب الترفيهية ومرح لاند الصباحية ويدعونا لزيارة نادي الغولف الذي سمعنا من الاصدقاء انه انجاز رائع يضاف للبلد وسنقوم ان شاء الله بزيارة جميع تلك المشاريع الواعدة التي كما وصفها السيد الجراح ذات طابع تنموي يضيف للبلد، وعائد مالي متواضع بعكس ما يشيعه الحساد والمغرضون.. ولا ينبئك مثل خبير.

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *