كان العراقيون حتى 3 سنوات مضت «يتحدثون» عن استحالة قيام صراع طائفي في العراق ولانهم اكتفوا بالحديث والتدثر بالخيار الديموقراطي فقط دون عمل مؤسسي يحصن بلدهم من تبعيات الطائفية والعنصرية البغيضة انتهى الحال بهم بالتفجيرات وعمليات قطع الرقاب القائمة ومعها يطل عليهم بالافق مستقبل مظلم وتهديدات ستحيل مياه شط العرب الى اللون الاحمر القاني.
في الكويت وكما قرأت من مقالات الزميلين ابتهال الطاهر في «القبس» ونهار المحفوظ في «الراي» هناك حراك سياسي ومجتمعي لترويج فكرة «الدولة المدنية» والتوجه المدني بدلا من الدولة الدينية كنهج ووسيلة لاطفاء روح النزاع ولمنع التخندقات الطائفية التي تتميز بها عادة الدولة الدينية.
بعد تجارب الدولة القومية اليسارية المدنية في مصر وسورية والعراق وليبيا والدول القائمة على معطى الدين والطائفة في افغانستان وايران والسودان ولبنان والتي منيت بفشل ذريع ادى الى الحروب الاهلية الطاحنة والفوضى العارمة بالامس واليوم، علينا ان نعزز اسس المجتمع المدني وقبله الايمان بما اسميه نهج «الدولة الانسانية» اي التي تحترم حرية الانسان وخصوصيته وحقه في العيش الكريم له ولابنائه من بعده وقد تكون سنغافورة مثالا جيدا يحتذى لتلك الدولة في الرفاه وعلاقة الطوائف والاديان والقوميات بعضها ببعض.
النقاش والحراك السابق ذكرهما ضروريان في ظل ما يدور حولنا من اوضاع ساخنة نرى انها ستنتهي قريبا بضربة عسكرية ستوجه لايران قد تشارك بها على الارجح اسرائيل مما سيعقد الاوضاع وقد يؤدي الى الفوضى في المنطقة، كما قد يتلوها ـ او يسبقها ـ تحكم او منع الكونغرس الاميركي للامدادات المالية للقوات الاميركية في العراق مما سيضطرها للانسحاب كما حدث في فيتنام حيث لم ترغم ـ للعلم ـ مقاومة قوات الفيتكونغ القوات الاميركية على الانسحاب بقدر ما كان السبب تشريعيا في الاصل وذلك عندما اوقف الكونغرس المخصصات المالية للانشطة العسكرية هناك.
آخر محطة:
اقترحت في مقال الاربعاء الماضي ان تتبنى الحكومة مقترح التعطيل يومي الجمعة والسبت بدلا من الخميس والجمعة لمقاربة ذلك للوضع العالمي ولكون السبت يوما مكروها من الجميع، لذا فمن الافضل ان يرتاح الناس به، الا ان المقال نزل وضمنه تحوير غير مقصود ادى الى تعميم ما قيل في يوم السبت على يوم الجمعة لذا لزم التنويه.