يتحدث كثيرون عن إنجاز الكويت قديما، وينسى البعض النظام الفريد للادارات (الوزارات) الحكومية آنذاك حيث كان يديرها مدير (وزير) يرأس مجلس ادارة للوزارة هذا المجلس أشبه بمستودعات العقول الغربية الحديثة يساعد المدير (الوزير) بالرأي والحكمة والمشورة ويضمن تواصل المسؤول الجديد مع مشاريع من سبقه حتى لا يلغيها كما يرفع عنه حرج الواسطات ويرشّد معه القرارات تباعا.. فكرة جميلة من الزمن الجميل تستحق النظر بها.
كانت العراق تزرع الغلة منذ بدء التاريخ، إلا أن التاجر الكويتي ـ لا العراقي ـ هو من كان يصرفها في الخليج وآسيا وأفريقيا، وقد اعتمد العراقيون على الكويتيين لأمانتهم وذكائهم وروح المبادرة والإبداع لديهم، ولم تخرب تجارة العراق إلا بعد ترك اليهود والكويتيين لها أواخر الأربعينيات وأوائل الخمسينيات.
أحد تجار الكويت المعروفين باع أملاكه في العراق بعد انقلاب 58 الدموي وحولها الى ذهب ثم جعلها على شكل باورات (مراسي) وخرج بها مع سفنه بعد طلائها بالأسود تحت سمع وبصر السلطات العراقية.. شطارة!
يقول العم مشاري الحميضي ـ شفاه الله وأطال في عمره ـ: ان برد هذا العام الذي وصلت فيه درجة الحرارة في بعض مخيمات الشمال الى 7 تحت الصفر، لم تشهد له الكويت مثيلا منذ عام 64، ما يميز برودة هذا العام «النحاسة» المصاحبة له حيث ابتدأ مع بداية العطلة الطويلة وانتهى بنهايتها حاله كحال كل يوم أربعاء عندما «يعتفس» الجو ثم يتحسن يوم السبت مما يحوجنا الى عطلة أسبوعية مرنة يتم تحديدها طبقا لتقارير الأرصاد الجوية.
بودنا من الإدارة الحكومية أن تقوم ببادرات تظهر للمواطن أن زمام الأمور بيدها وترتفع بالأداء العام ومن ذلك الحاجة لقرار بالتعطيل الجمعة والسبت (اليومين المكروهين لدى الجميع) وخلق نظام الدوامين أو تأخير الدوام من 9 ـ 4 مع فرصة غداء خفيفة توفر خلالها مكائن الوجبات السريعة والسندويشات والبسكويت لدى الموظفين كي يتم تغيير العادات الغذائية السيئة القائمة.
فكرة مقال الأمس لا علاقة لها من قريب أوبعيد بعدالة إبقاء أو فسخ عقود B.O.T، المقال هو تعقيب على خلاصة مثمرة سمعتها من الزميل يوسف الجاسم للقاءاته مع المستثمرين والمعنيين بقضايا B.O.T يقولون بها «حرمنا» وتوبة أرجعوا لنا أموالنا ولن نعيد استثمارها قط في الكويت بل سنخرج بتلك الثروات لدول أخرى يسألنا مسؤولوها عن العراقيل التي تصادفنا لازالتها بينما يبحث البعض في بلدنا عن العراقيل التي أزلناها لإعادتها. المستثمرون لديهم مشكلة أخرى، إن عملوا في الكويت قيل انهم يهدفون للسيطرة عليها، وإن عملوا في الخارج قيل لماذا لا تستثمرون في بلدكم؟ وفي هذا السياق هل سمع أحد بمن يقول في مصر أو لبنان وعمان ان «بورت غالب» ـ على سبيل المثال ـ هو تفريط بتراب مصر الغالي لصالح «الكوايتة»؟!
لي صديق نوخذة لا مثيل له، معه لا احتاج الى الاعداء أبدا، فقبل صدور عدد «الأنباء» صباح الأمس كان قد حصل عليه ليلا من الجمعيات واصطحبه معه لدواوين مسؤولي بيت التمويل، محرضا إياهم على تصحيح ما جاء في مقال الأمس، ثم اتصل بي في الصباح الباكر ليقول انه ترك أعماله ومواعيده وتواجد في ادارة العلاقات العامة للبيت للتأكد من عدم تهاونهم في ارسال الرد، الصديق يثق بي في نصائح السفر وسأرسله في المرة القادمة لميليشيات الزرقاوي أو أبودرع العراقية قاطعة الرقاب!
المهم ما علمته منه ان ارض المارينا خصصت لشركة عقارية أخرى أعادتها وان أرض بيت التمويل هي قطعة أرض أخرى تمت اعادتها كذلك طبقا لرواية ذلك الصديق الذي ما لي من صداقته بدّ..!
استمعت من النائب الباسم ناصر الصانع في جلسة الأمس لقصة ردّه المفحم على رئيس النظام العراقي المقبورعندما أرسل رسالته للشعب الكويتي قبل سنوات قليلة، وهو ما يعيد لذهني تلك الليلة حيث كنت والأصدقاء د.سعد بن طفلة ود.أحمد الربعي (العائد الليلة من أميركا بعد الفحوصات المطمئنة) في زيارة لمزرعة الأخ محمد السديري بمنطقة الغاط السعودية عندما وصلت عشرات الاتصالات للتعليق على خطاب صدام وهو ما تم بالتنسيق بيننا، وامتلأت الفضائيات بردود لم يعلم أحد انها صادرة من خيمة سديرية صغيرة جميلة واقعة في صحراء النفود التي «يصرخ» الصديق الغالي حمود البغيلي كلما مررنا بها..
آخر محطة:
أجمل التهاني والتبريكات لجريدتنا «الأنباء» بعيدها الـ 31 وللزملاء أحمد الجبر وعبدالمجيد الدعاس بمولودهما الجديد (العالم اليوم).