سامي النصف

لبن.. سمك.. تمر هندي

سفر الكبار قبل الصغار في عطلة العيد يؤكد المقولة غير المنصفة للكويت القائلة انها «ديرة تضيق الخلق»، والتي سببها الرئيسي التزمت الاجتماعي المانع للحفلات والافراح والذي يقف خلفه بعض النواب الافاضل ممن يشددون على المواطنين البسطاء ولا يتركون عطلة دون سفر، وفي هذا السياق لماذا لا يتم تزيين شوارعنا بالاضاءات الملونة تحضيرا لقدوم العيد «السعيد» كحال الدول الاسلامية والمسيحية الاخرى؟

ام ان عيدنا لا يكتمل الا بمحاربة عناصر البهجة فيه؟

دخلت مع العائلة لمشاهدة أحد الافلام التي يكتب في تصنيفها «P.G»، اي انها متاحة لكل افراد العائلة، ولاحظت ان السينما تمتلئ بالاطفال، واكتشفت مع بداية الفيلم انه من النوع المرعب الذي يجب الا يسمح لاقل من 18 عاما بدخوله، نحن ضد الرقابة بجميع اشكالها الا اننا مع التصنيف الصحيح للافلام والمسرحيات، سواء فيما يخص المشاهد او حتى المواضيع، حيث ان الاغلبية العظمى من الافلام العربية يجب ان تصنف للراشدين فقط بسبب وفرة الحديث عن الجنس فيها. لدينا في الكويت بالعادة صيف واحد طويل و3 مواسم ربيع، حيث لا تتساقط اوراق الاشجار في خريفنا، كما ان درجة الحرارة شتاء مقبولة واقرب للربيع في البلدان الاخرى، هذا العام شهدنا موسم شتاء حقيقي لا نعتقد انه سيطول.

وما نرجوه، وموسم الربيع الثاني سيأتي سريعا بعد ايام قليلة، الا ندمر بيئة الصحراء عبر التصرفات غير المسؤولة التي نشهدها. ما نرجوه من وزارة الداخلية ومسؤوليها الافاضل ونحن في زمن تفشي الجرائم بجميع انواعها، ان تأخذ من تجارب عمدة نيويورك جولياني فتتعمد اظهار الهيبة والقوة مع اي حادث امني، حتى لو صغر، وذلك عبر ارسال اعداد كبيرة من سيارات الشرطة لا الاكتفاء بارسال سيارة او سيارتين لاحداث الشغب، في هذا الصدد تعرض قنوات مثل ديسكفري وهيستري (التاريخ) وغيرهما اشرطة حقيقية مهمة وثرية لكيفية استخدام التقنيات الحديثة لاكتشاف الجرائم والمجرمين، نرجو من قسم العلاقات العامة في وزارة الداخلية نسخها وتوزيعها على الدوائر المعنية لما فيها من فائدة جمة.

اصدرت العلاقات العامة بوزارة الداخلية مشكورة احصائيات الجرائم لعام 2005 وتم تقسيمها لاربع مجموعات مختلفة سلطت الضوء على نسب ارتكاب الجرائم للجاليات المختلفة المقيمة في الكويت، وسنعود لتلك الاحصائيات بالتحليل والتعليق في مقالات قادمة، ما لفت نظرنا بشكل صارخ وجود مجموعة لا تتعدى 3300 فرد صنفت على انها من جنسيات عربية غير رئيسية مختلفة، اتضح ان نسبة جرائمها في المجموعات الاربع تزيد بما يقارب 800% عن معدل جرائم جميع الجنسيات الرئيسية الاخرى المقيمة في الكويت، ومنها بالطبع الكويتيون.

آخر محطة:
صور معبرة منها ما نشرته «الأنباء» على صدر صفحتها الاولى بالامس، حيث تظهر اردنية تجهش بالبكاء بينما لم نشهد دمعة واحدة تسفك من رغد ابنة صدام على مقتل ابيها الذي لاحظنا ان وجهه لم يتغير الى اللون الازرق كما يحدث لمن يشنق نظرا لعدم وصول الدم اليه، بل كان ابيض واحمر، نرجو الا يدعي احد الكرامة للطاغية، حيث ان هناك مبررات اخرى نتركها ربما لمقال لاحق.

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *