سنّ وزير المالية بدر الحميضي سنّة جميلة بلقائه جمعا من الإعلاميين في مكتبه بوزارة المالية ضمن عمل منظم يشمل الجميع ـ لإطلاعهم على بعض مشاريع الدولة الطموحة للفترة المقبلة، وكان الانطباع الاول بعد اللقاء ان كويت المستقبل بألف خير حال تحويل تلك المشاريع الواعدة الى واقع معيش.
وواضح ان القطاع الخاص لا يستطيع بمفرده ان يقوم ببعض المشاريع الكبرى دون مساهمة حكومية فاعلة في البنى الاساسية لتلك المشاريع، اضافة لوجود مشاريع ذات صفة تنموية بحتة لا يتجه لها عادة القطاع الخاص لمحدودية ربحيتها.
وأول المشاريع العملاقة التي تزمع الدولة انشاءها هو «شركة الكويت للتنمية والإعمار» القائمة على قناعة الدولة بأهمية استفادة المواطن الكويتي من ثروة بلده وحتمية تنويع مصادر الدخل القومي، والإيمان بإفساح المجال أمام القطاع الخاص المحلي والأجنبي كذلك، والذي يفترض ان يدخل كشريك استراتيجي كوسيلة لاستحضار التكنولوجيا المتقدمة من الخارج وللاستفادة منه في فتح الاسواق الجديدة للمنتجات الكويتية وجلب المستثمرين والسياح الاجانب للبلد.
ومن المشاريع الطموحة انشاء «صندوق الكويت للتنمية الاجتماعية» الذي يهدف لتحقيق انجازات اضافية في مجالات التنمية الاجتماعية والتي لا تحقق عادة مردودا اقتصاديا جيدا، ويروم الصندوق تطوير الموارد البشرية الكويتية وايجاد فرص عمل جديدة اضافة الى تعزيز مركز الكويت الإقليمي في الانشطة الثقافية والرياضية والاجتماعية، ورعاية الطفولة والامومة ودعم العملية المعلوماتية في الدولة وتعزيز اطر نقل التكنولوجيا الحديثة اليها.
وضمن المشاريع الكبرى انشاء شركة «تنمية جزيرة بوبيان» التي تبلغ مساحتها 850 كم2 اي ما يعادل 5% من مساحة الكويت الكلية، عبر اقامة ميناء بحري فيها وتأسيس مجمعات سكنية دائمة وخلق مناطق ترفيهية على شاطئها الجنوبي، وانشاء جسر يربطها باليابسة مع حماية الخلجان البحرية والمناطق البيئية الخضراء وحاضنات الطيور في الجزء الشمالي منها، وستوزع ارباح الشركة الصافية بالتساوي على جميع المواطنين الكويتيين المسجلة اسماؤهم لدى الهيئة العامة للمعلومات المدنية كوسيلة عادلة لتوزيع الثروة واشراك المواطنين في خيرات بلدهم.
اخيرا، ان تلك المشروعات الرائعة تحتاج الى خطى مسرعة لإنجازها بعيدا عن البيروقراطية الحكومية المعتادة، كما تستوجب احضار ادارات اجنبية شديدة الكفاءة لتفعيلها مع اعطاء الشباب الكويتي فرصة التعلم منهم، كما ان من الضرورة بمكان ابعادها عن عمليات التسييس المُعرقلة، فبمثل تلك الخطط الطموحة تتفاءل اجيالنا الصاعدة وتبعد عن انفسها النظرة السالبة المدمرة للمستقبل.