سعيد محمد
يتصارع “البعض” من أولئك الذين يعتبرون أنفسهم من “أتباع” العلماء. .. مع بعضهم بعضا. ويحمى الوطيس بين الفئتين والثلاث والأربع… كل يؤكد صحة الموقف الذي تبناه هو ونسبه الى سماحة العلامة “…” أو فضيلة الشيخ “…”! بل يحلف بالإيمان المغلظة أن الشيخ حفظه الله قال ذلك! بالأمس تحدثنا عن شعار “معكم معكم يا علماء”، وكالعادة ثارت ثائرة أولئك الذين يعتقدون أنهم من دون بقية خلق الله يسمعون ويبصرون وغيرهم صم عمي! فيصر هذا على أن الكل… بلا استثناء يلتزم بكلام العلماء، ويشدد آخر على أن العالم حين يأمر أمرا أو يصدر توجيها، فإن الجميع يمتثل لذلك الأمر. لكن الهراء والهباء يتناثر هنا وهناك والناس تبصر حينا وتعيش حينا آخر مواقف ومشاهد مؤسفة عن حقيقة العناد الذي يملأ رأس المئات من الشباب في المرحلة العمرية ما بين 14 و25 سنة على وجه التقريب ممن نجدهم في كل مسيرة واعتصام واحتجاج… لا يهمهم إن تحقق الهدف من حركتهم أم لم يتحقق. اذا كان الكل بلا استثناء مع العلماء؟ فالعلماء مع من؟! والإجابة بكل فخر: هم مع الحق! هم مع المجتمع… هم مع كل توجه لمصلحة البلاد. ولا شك في هذا الكلام… الجميل المنمق والمنسق… لكنه لا يبدو واقعيا في كثير من الأحوال. فهناك من يحسب نفسه من أتباع العالم أو من العاملين في لجان مكتبه، يتصرف وكأنه صاحب العقد والحل، فيتدخل حتى في علاقة العالم بالإعلام والصحافة، ويرسم صورة سيئة لدى الإعلاميين عن رمز يتوجب عليه التواصل مع الإعلام… لكن ذلك الشخص – بأسلوب سيئ يعطل العملية… ويتدخل أيضا كممثل عن العالم أو كوسيط لحل إشكال معين أو توصيل فكرة أو نقل واقعة معينة، فيقلب الطاولة ويمضي. وبيت القصيد، أن هناك من يتكلم بلسان العلماء بما لا يليق بالعلماء… ويبدو أن الوقت قد حان لأن يتنبه أصحاب الفضيلة لمثل هؤلاء