سعيد محمد سعيد

قصة «عسيرة»

 

إستدعاه ليصفعه بصرخة مدوية هزت أركانه: «ألا تستحي على وجهك يا أسود الوجه؟ تريد أن تفضحني على رؤوس الأشهاد وتتهمني بالفساد وعدم نظافة اليد؟،». خارت قوى ذلك الموظف المسكين، وكاد يبكي من شدة خوفه وخنوعه فقال: «مو أنا… صدقني مو أنا»، وأراد أن يحلف بصلاته لكنه لم يتمكن لأنه لا يصلي فوجد سبيلاً : «في صلاة أمي وأبوي مو أنا»، وأراد أن يضيف أدلة على خفوت صوته فقال: «صوتي لا يسمعه أحد إطلاقاً… عمري ما رفعت صوتي… عمري… ولا مرة رفعت صوتي وأنا أشجع المنتخب». كل تلك المحاولات باءت بالفشل… فالكلام كثير، والجيوب التي تمتلئ بالمال و… (الظنون) والشكوك تصبح هي الأخرى، من مصائب الحياة الدنيا… لكن، هل يمكن أن تشتعل نار الفضيحة على يد هذا الموظف البسيط، الذي لا تتعدى مهمات وظيفته تسجيل الصادر والوارد من البريد،، تقول في «صلاة أمك وأبيك إنك لست من تحدث عن (…) في ادارتي،،» هكذا رمقه بنظرة (خاطفة) وجد فيها المسكين لين جانب ففرح قائلاً… لا يمكن أن أبوح بالأسرار،، وما هي الا أسابيع حتى ترقى ذلك الموظف «الكتوم» لينال جزاءه بالترقيات والعطاءات والكرامات نظير إخلاصه في العمل،، هذه القصة «العسيرة» ليست سوى أفكار متخيلة، لكننا إن فتحنا العيون والعقول والقلوب، سنضع اليد على ممارسات ليست مقبولة إطلاقاً من قبيل التغطية على ما يخالف شرع الله أولاً ويتنافى مع القوانين، ثم تقوم القيامة بعد ذلك على ما يرد في تقرير الرقابة المالية والإدارية وتتشكل اللجان، وتصدر البيانات التوضيحية وتتحرك الإدارات وتراقب وتحلل و… و… ترى، هل سيتبع هذه الحركة… بركة،، أي، هل تشتد القبضة على اللصوص؟