سعيد محمد سعيد

معكم معكم يا علماء!

 

تبدو الصورة قاتمة مقلقة. .. تبدو في أصعب مراحل التحليل والفهم والتجريد! حينما يرتفع شعار لا يفقهه مرددوه، فإن المصيبة التي نتوقع أن تهبط علينا كصواعق من سجيل، يمكن أن تحطم كل ما تبقى من أمل في يوم جديد يحمل البشرى. ويبدو، بكل صراحة وتجرد، أن الطائفة الشيعية اختارت أن تذوب رويدا رويدا في المسيرات والاعتصامات والاحتجاجات والرفض… ليس ضد الحكومة وإجراءات الحكومة وما تريده الحكومة، بل ضد نفسها… ضد رموزها… ضد ما تريد… ضد رغباتها… فيصبح شعار “معكم معكم يا علماء” بالنسبة إلى مردديه ممن يعلنون الطاعة والامتثال لأوامر العلماء ثم يخالفونهم، يشبه الى حد بعيد أولئك الناس الذين قال عنهم المولى عز وجل: “كمثل الحمار يحمل أسفارا” “الجمعة: 5″… فيضربون أول ما يضربون كلام العلماء عرض الحائط غير مكترثين ولا آبهين! هذا الشعار سيقبر محاولات الكثير من العلماء الأفاضل في حراكهم السياسي والاجتماعي وفي اتصالهم مع القيادة السياسية للبلاد وفي تعاطيهم مع الشأن العام ومع الجماهير، وهذا الدفن القسري نتاج حال من الفوضى ولدتها بروز قيادات كثيرة كثيرة كثيرة هنا وهناك… تحاول أو حاولت أو لنقل نجحت في سحب البساط من تحت العلماء، ولذلك، حينما وجه المجلس العلمائي بعدم تنظيم مسيرة طلبة الثانوية احتجاجا على اصدار قانون الأحكام الأسرية وإلغائها، لم يلتزم الكثيرون وخرجوا في مدرسة الجابرية، ليسوا مخالفين للقانون فحسب، بل مخالفين حتى للعلماء الذين يتلقون منهم التوجيهات! وحينما شدد العلماء على عدم تنظيم المسيرات والاعتصامات قرب الديوان الملكي، تضايق البعض، فراح يلصق الدعوات والإعلانات في المساجد وعلى اللوحات الإعلانية بالطرق الداخلية للأحياء السكنية وفي المواقع الإلكترونية التي تدعو إلى اعتصام قرب الديوان الملكي للعاطلين ولذوي الأجور المتدنية. على كل حال، وعلى رغم كل تلك المشاهد “شديدة التناقض” سنستمر في القول.. معكم معكم يا علماء