مبارك الدويلة

نحن والسلف..!

انكشفت «داعش» وظهرت على حقيقتها، عندما أعلنت تبنيها لجريمة أورلاندو في ولاية فلوريدا، فهذا العمل في هذا الوقت بالذات لا يخدم إلا خصوم المسلمين، ويزيد من عزلتهم في المجتمع الذي يعيشون فيه بأمن وأمان، وقتل خمسين شاذاً لا يخدم قضاياهم، بل يضر بوجودهم وبأمنهم، ولو كانت «داعش» تريد منفعة المسلمين لقتلت خمسين ممن تعلن هي خصومتهم لهم، مثل قوات التحالف والحشد الشعبي و«حزب الله»، لكنها كما عودتنا منذ نشأت تضرب في السعودية والكويت لمزيد من الانشقاق الطائفي واثارة نعرات الطائفية هناك، أو تضرب في باريس وبلجيكا وأميركا لتشويه صورة الإسلام دين التسامح، وتحرج المسلمين الذين يعيشون بأمان في تلك الدول! ولم نسمع أن هذه المنظمة المشبوهة ضربت في إيران أو مناطق محددة في العراق، بل تضرب في الفلوجة والرمادي والموصل وصلاح الدين وتكريت، وكلها مناطق سنّية! وهذا يؤكد أنها صنيعة استخباراتية إيرانية مدعومة لوجستياً من استخبارات غربية، ولعل ما أُثير مؤخراً من أن مواقع «داعش» في الإنترنت توجه من الاستخبارات الغربية، يؤكد ما ذهبنا إليه!
***
نحن والسلف
عندما قررنا في الحركة الدستورية الإسلامية العودة للعملية الانتخابية، كنا نتوقع أن يكون الاخوة في التجمع السلفي أكثر الناس ترحيباً بهذه العودة، لأننا سنكون لهم سنداً في دعم قضاياهم الإسلامية والوطنية، التي طالما كنا لهم كذلك طوال فصول تشريعية عديدة، وسنتعاون معهم في محاربة تغريب المجتمع وتذويب قيمه، ولكننا فوجئنا بأنهم يشاركون خصومنا الليبراليين وحلفاء الحكومة وبعض التيارات الشيعية بالهلع والانزعاج، ولم يستطيعوا إخفاء قلقهم من هذه الخطوة، فكتبوا يشترطون الاعتذار أولاً وإعلان التوبة! ونقول لأحبابنا وزملائنا في مسيرة الإصلاح اعتذار عن ماذا؟ من منكم أخطأنا في حقه حتى نعتذر؟! كنا نؤمن بأن مرسوم الضرورة غير دستوري، وانتقدنا من شارك من دون التحقق من هذه القضية، وقلنا لن نشارك أبداً بالصوت الواحد الى ان حسمتها المحكمة الدستورية، عندها أكدنا مراراً أننا لن ننتقد المجلس بعدم دستوريته، ولكننا استمررنا في انتقاد نتائج الصوت الواحد، وأنه ينتج مجلساً لا يمثل أهل الكويت، مستندين إلى مقاطعة القوى السياسية والنخب الفكرية لهذا المجلس، وما زالت هذه قناعتنا إلى اليوم، ولكننا لاحظنا أن البلد ينحدر في جميع المجالات، بسبب سوء إدارة مجلس الصوت الواحد للعملية الرقابية والتشريعية، كما لاحظنا أن إصلاح الاوضاع لايكون الا بمشاركة القوى السياسية بعد ان يأسنا من تغيير الصوت الواحد بالوسائل المتاحة، لذلك قررنا المشاركة، ونحن على يقين بأن معظم القوى السياسية ستشارك معنا! لذلك أرجع إلى السؤال السابق: نعتذر لماذا؟ ولمن؟

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *