مجلس التعاون الخليجي… أنت طيب؟

تردد الشعوب الخليجية مقولة السفراء العرب الخالدة، أو المعلبة، عند حديثها عن العلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي: “العلاقات متينة ومميزة”. وإن كنا نعذر السفراء عند استخدامهم لهذه “الكليشة”، فكيف نعذر الشعوب، وهي المعني الأول والرئيس والوحيد، بمستوى هذه العلاقات وصدقها.
ولن أبالغ إن قلت إنه لم ينكّس رؤوسنا في الأرض، كعرب وكخليجيين، شيء أكثر من المجاملة التي تصل إلى حد النفاق، في التعامل مع الملفات المهمة، خصوصاً عندما يكون الأمر بين دول مجلس التعاون الخليجي.
فالمراقب والكاتب والسياسي والمعلق والمواطن العادي يجب أن يرددوا في كل لحظة: “العلاقات متينة ومميزة”، حتى لو شاهدوا بأعينهم ما يؤكد كذب هذه الكليشة. ومن يُبدِ رأياً مختلفاً فقد شوّه العلاقات، وتصيد في الماء العكر، وضخّم الصغائر التي لا ترى بالعين المجردة، وخدم أهداف الصهاينة، وتسبب في فقدان الثقة بالمسؤولين الخليجيين، ووفر غطاءً من حرير لكل من يريد النيل من عزة هذه المنظومة واستمرار نجاحاتها.
ورغم أنني لا أتذكر نجاحاً واحداً لهذه المنظومة إلا في موضوع الربط الكهربائي. وهذا تحديداً لا يحتاج إلى اجتماعات على أعلى مستوى، ولا حتى تصل إلى مستوى اجتماعات وزراء الكهرباء. يكفي أن ترسل كل دولة مسؤولاً فنياً يمثلها، وكان الله غفوراً رحيماً.
فيا رحمكم الله، يكفينا مجاملات لم تسرنا منذ بدء تأسيس هذه المنظومة حتى اليوم، التي لن أقارنها بمنظومة الاتحاد الأوروبي، المختلف اللغات والأعراق، كي لا أظلم الاتحاد الأوروبي… لذا سأختصر مطالبي إلى جزئية صغيرة واحدة، من المسلمات، وهي “المطالبة بالسماح للشعوب بإبداء آرائها في هذه المنظومة علناً وفي الوسائل الإعلامية، من دون ملاحقات ولا تخوين ولا سحب جنسيات”، من باب “حق أهل المريض في السؤال عن صحته، والنقاش حولها”… فقط… لا أكثر.