تلك الأشياء الثلاثة المحببة لازمتني منذ الصغر، فأنا لا أطيق البعد عن الكويت أكثر من ثلاثة أسابيع كأقصى تقدير، ولا يرى النور ألبوم للرويشد إلا أكون في شارع بن خلدون أنتظر صدوره، ولا تفوتني مباراة للقادسية سواء كانت في الجهراء أو الفحيحيل أو الفروانية، إلا في حالات نادرة جدا.
مشكلة عبدالله رويشد أنه لا يقدّر إمكانات صوته جيداً، فحنجرة ذهبية «ما شاء الله» مثل حنجرة «بوخالد» بإمكانها أن تتبوأ عرش الطرب العربي بكل جدارة واستحقاق، فرويشد قد يكون الفنان العربي الوحيد الذي يتمتع بما يسمى بالقرار والجواب في الموسيقى بشكل عذب مميز، فهو يستطيع أن يغني بعذوبة رائعة كما هو الأمر في أغنية «صدقيني» وبهدوء لا مثيل له كما في أغنية «تمنى»، وهو متميز بالغناء الشعبي الكويتي كـ«السامري» و«الصوت» و«الحدادي»، ويبدع أيضا في الفن اليمني الجميل والأغاني الطربية بالفصحى، وبالمقام العراقي كذلك، إلا أنه للأسف يحصر إمكاناته الهائلة في نطاق ضيق محدود جداً سواء كان السبب المجاملات أم بعض المحيطين به من الناصحين غير الجيدين، كم أتمنى أن يعي الرويشد ذلك ويتفاداه ليبدع بشكل أكبر.
والقادسية مشكلته الأزلية هي الإدارة، سواء كانت بقيادة قائمة الجميع أو أبناء النادي، فالإدارة الحالية مثلا تملك من المال الكثير «اللهم زد وبارك» وتملك معه قِصَر النظر بشكل أكبر، فموقع النادي في حولي يعطيه فرصاً كبيرة للاستثمار وهو ما تحقق، فمركز سلطان افتتح أخيراً في النادي بالإضافة إلى عمارات ضخمة أعتقد أنها مؤجرة بالكامل، فضلاً عن ميسوري الحال من أعضاء مجلس الإدارة، وعلى الرغم من كل ذلك، فالملاعب القدساوية لا ترقى إلى المستوى المطلوب، بل المحترفون في النادي أيضاً دون المستوى في كل الألعاب، فأنا أعتقد أنه يوجد أكثر من خمسين شابا كويتيا ممن يلعبون في الساحات العامة يفوقونهم في القدرات والإمكانات، وهذا يعني أن لدينا كقدساوية غزارةً في الأموال وسوءاً في التخطيط والإدارة.
أما الكويت بسلطتيها التنفيذية والتشريعية، فمشكلتها أنها مزيج بين الرويشد والإدارة القدساوية. بالإضافة إلى بعض أصحاب اللحى الذين هم أسوأ بلا أدنى شك من مشاكل رويشد والقادسية معاً.
خارج نطاق التغطية:
كم هو جميل أن نجد بعض الأثرياء الكويتيين في قائمة أغنى أغنياء العالم، وما هو أجمل هو أن ينهي أحد هؤلاء الأثرياء العالميين مشاريعه المعطلة في الكويت، كاستاد جابر المقرر إنهاؤه في أكتوبر 2006 ولم ينته إلى مارس 2009.