سامي النصف

«عزايز» والوطن المظلوم

جزى الله محافظ العاصمة الشيخ علي جابر الاحمد كل خير على دعوته اصحاب ورواد الدواوين الكويتية لحفل غداء في مزرعته العامرة «عزايز» حيث التقت واختلطت الجموع الكويتية بعضها ببعض وكان كثير منها لم ير الآخر منذ سنوات طوال وكأن الكويت روسيا في اتساعها او الصين في تعدادها.

واوضح المواطن علي جابر الأحمد للصحافة في حفل الغداء موقفه وموقف كل كويتي مخلص من الدفع بتجنيس المستحق من «البدون» ومن اصحاب الاعمال الجليلة وممن يحتاجهم البلد من اطباء ومهندسين ودكاترة وعسكر واعلاميين ورجال اعمال ..الخ، ووقف الخلط الضار بينهم وبين من لا يوجد اثبات لوجوده في الكويت حتى سنوات قليلة ماضية.

فهناك آلاف الحالات ممن لا يوجد اثبات لوجوده في البلاد قبل عام 90 اضافة الى آلاف الحالات الاخرى ممن توجد اثباتات قاطعة على انتمائها لدول اخرى ومنهم من لا يستطيع الحديث باللغة العربية او اللهجة الكويتية وهؤلاء من يظلم «البدون» الحقيقيين بتضخيمه اعدادهم الى ارقام فلكية (120 ألفا يمثلون 12% من السكان) ولا يمكن لاي بلد في العالم ان يقبل بتجنيس مثل تلك النسب المرتفعة فمن الاستحالة بمكان ان تقبل الولايات المتحدة على سبيل المثال بتجنيس 36 مليون اميركي جديد (12% من السكان) لارضاء بعض نوابها، مع الفارق المعروف بان الجنسية الاميركية تؤخذ ولا تعطى والجنسية الكويتية تعطى ولا تؤخذ.

ان المواطنة الحقة تمنع وصم الكويت الكريمة والمعطاءة والمظلومة بـ«الظلم» من قبل بعض نوابها وكتّابها ومواطنيها، واثارة المشاكل والاحقاد عليها، فاشكالية «البدون» بدأت بظلم بعض الافراد ـ لا الكويت ـ لعائلاتهم عندما لم يسجلوهم في ملفات الجنسية الرسمية ولا يمكن تصور قيام اي دولة في العالم بطرق الابواب على الناس كي تمنحهم جنسيتها اذا لم يكونوا يرغبون في التسجيل للحصول عليها، اضافة الى ظلم من سجل دون استحقاق وهو اول العارفين بعدم استحقاقه فضخم العدد وأضر بمن يستحق الجنسية.

وفي حفل غداء مخيم «التطبيقي» السنوي الذي دعا له مدير عام الهيئة الدكتور الفاضل يعقوب الرفاعي واشرف عليه الزميل العزيز قيس الاسطى، استمعنا لاحد المختصين من الحضور وهو يروي كيف ان نص المقترح الاصلي لقانون المعاقين – الذي نبارك للمعاقين واهلهم صدوره ـ لم يكن فقط فضفاضا حتى ان الناشطة في مجال المعاقين سعاد المطيري ذكرت ان 60% من المعاقين الحاليين غير معاقين، بل اراد بعض مقدميه ان يقدموا للمعاق «الزائف» عملا حكوميا في الصباح وبسطة لبيع الخضار عصرا ورخصة تجارية يعمل بها ليلا، فهل هذا الكلام يعقل وهل يستطيع المعاق الحقيقي القيام بجميع تلك المهام الصعبة؟!

آخر محطة:

العزاء الحار لآل الكريباني الكرام وللكابتن احمد الكريباني بوفاة المغفور له والده فللفقيد الرحمة والمغفرة ولاهله وذويه الصبر والسلوان، وانا لله وانا اليه راجعون.

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *