«رسوم كاظمة» هو الكتاب الجديد لصديق الكويت الزميل المبدع حسن علوي، والمطبوع هو بمثابة الجزء الثاني من أوراق ذكرياته، وضمن حكاياته التي يوردها في الإصدار ما جرى في صيف عام 1961 عندما أعلن عبدالكريم قاسم مطالبته بالكويت وكان العلوي معتقلا وأتاه طلب من مسؤوله الحزبي دحام الألوسي ليكتب من سجنه بيان موقف حزب البعث من تلك المطالبة وهو ما فعله وأصبح موقفا رسميا للحزب تضمنته سلسلة كتب «نضال البعث».
وقد سبق لنا الإشارة لذلك البيان الذي لم يستغل بالشكل المناسب إبان حربنا الوثائقية ضد صدام حسين حيث تم ضمنه رفض مبدأ تبعية الكويت للعراق وحذر من استغلال شعار الوحدة العربية لتبرير مطامع القيادات الديكتاتورية وإشغالها لشعوبها عن أوضاعها المأساوية.
وسبق للأستاذ حسن علوي ان كتب ثلاثة مقالات في 3/7/1982 و3/4/1983 و11/3/1985 تضمنها كتابه الشهير «أسوار الطين» تنبأ خلالها وفي ذلك الوقت المبكر بنية صدام غزو الكويت بسبب الحرية والرفاه اللذين يتمتع بهما الشعب الكويتي مقارنة بالضنك والقمع اللذين يعيشهما الشعب العراقي تحت قيادته القمعية المدمرة، كما حذر من طريقة اختياره لسفرائه في الكويت حيث كانوا جميعا ودون استثناء من رجال المخابرات ومحترفي القتل ممن أوكل لهم دراسة أوجه الضعف في المجتمع الكويتي والعمل على بث الفرقة بين أبنائه وتصوير صدام على أنه المنقذ والمنتصر لهذا الطرف ضد ذاك.
ورغم ان كتاب «عبدالكريم قاسم.. رؤية بعد العشرين» الصادر عام 1983 للأستاذ حسن علوي فيه تفضيل لقاسم على صدام من منظور عراقي بحت، إلا أن ذلك لم يمنعه من رفض وتفنيد حجج مطالبة قاسم بالكويت عبر ثلاثية: التاريخ كحقيقة والسياسة كحقيقة والواقع كحقيقة، أي إظهار الحقائق التي تثبت ان الكويت دولة مستقلة اعترف بها العراق والعالم أجمع وان واقعها افضل لها وللمنطقة مما لو تحققت مطالبات الضم المتلاحقة.
وفي كتابه الرائع «العراق دولة المنظمة السرية»، الصادر في نوفمبر 1990 اي قبل تحرير الكويت بأشهر رجع العلوي للدفاع عن الحق الكويتي ورفض الخلط الزائف بين مشاريع الوحدة السلمية ومشاريع الضم العسكرية، مذكرا بأن أدبيات حزب البعث الحقيقية ترفض ما يقوله ويقوم به الطاغية صدام.
آخر محطة:
يخوض صديق الكويت حسن علوي غمار الانتخابات العراقية المقررة بداية العام المقبل متحالفا مع رئيس الوزراء العراقي السابق اياد علاوي ولا شك أن لنا مصلحة مباشرة في الكويت بفوز تلك القائمة الليبرالية العلمانية غير المتأزمة التي تضم كافة شرائح المجتمع العراقي دون تمييز، بعكس القوائم الطائفية والعرقية المتأزمة الأخرى التي لن ينفع فوزها العراق أو.. جيرانه!