الفارق بين عبدالعزيز البابطين وبعض الآخرين انهم وضعوا اموالهم فوق رؤوسهم فقصرت قاماتهم حتى كدنا لا نراهم، بينما وضع ابوسعود ماله وحلاله تحت قدميه فطال عوده حتى ناطح السحاب وذاع صيته حتى سمع به من به صمم.
وقد حصد الفارس والشاعر والاديب عبدالعزيز البابطين العديد من الاوسمة والجوائز والنياشين وشهادات الدكتوراه تقديرا لاعماله الخيرة من العديد من الدول العربية والاسلامية والعالمية، رافعا اسم الكويت للعلياء ولو كان في بلد آخر لأطلقت الدولة اسمه على اكبر الجامعات والساحات واوسع الشوارع كنوع من رد الجميل على خدمته للوطن وللعروبة والاسلام وللانسانية جمعاء.
لذا، فمن الامور المخجلة وغير المنصفة او العازلة ان يثار لغط حول مكتبة ووقف البابطين، فالاراضي العامة للدولة توزع لألف غرض وغرض دون ان يتكلم احد، حيث تمنح تلك الاراضي العامة لاغراض تجارية واستثمارية وصناعية وزراعية وترفيهية تدر الملايين على مستخدمها، بينما استخدم رجل الخير والكرم عبدالعزيز البابطين تلك الارض لانشاء مكتبة لا تدر فلسا احمر، موفرا على المال العام كلفة انشائها وكلفة شراء النفائس والذخائر وبطون الكتب التي تمتلئ بها من كتبه وكتب شقيقه عبدالكريم البابطين، والتي لا تقدر بثمن، فما الخطأ في ذلك؟! ولماذا غلت الارض التي أقام عليها البابطين مشروعه الثقافي ولم تغلُ الاراضي الاخرى التي تستخدم لاغراض تجارية؟!
ان الاراضي العامة للدولة تبلغ كلفتها الحقيقية ما يقارب الصفر (لا ما يقارب 50 مليون دينار كما يدعي البعض)، وتلك الاراضي تستخدم لاغراض عدة منها التجاري والاقتصادي ولانشاء دور العبادة والمدارس والحدائق العامة ومباني الوزارات دون ان يحدد احد قيمة مالية لاراضي تلك المشاريع، وضمن ذلك المفهوم المعمول به تم تخصيص ارض المكتبة والوقف اللازم للصرف على ذلك الصرح الشامخ الذي لم ازره الا ووجدت ضيوفا كراما للدولة على اعلى المستويات يقومون بزيارته، حيث اصبح معلما بارزا من معالم الكويت.
آخر محطة:
1 ـ ليقم احد ناقدي البابطين بواحد من مليون مما يبذله بوسعود من جهد وتعب وصرف من تجارته وحر ماله لرفع اسم الكويت والعروبة والاسلام عاليا وليأخذ بدلا من ارض المكتبة الف ارض، فمعيب الا نعمل ولا نعطي ونوجه السهام لمن يعمل ويعطي.
2 ـ وليضع هؤلاء النقاد انفسهم محل البابطين وليروا هل من العدل والانصاف ان يعامل بعد كل هذا العطاء بهذه الطريقة؟!
3 ـ ولو أنصفوا لترجموا حبهم للكويت بمقترح يمنح البابطين الارض التي اقيمت عليها المكتبة بدلا مما هو قائم من تأجيرها عليه وكأنها مشروع تجاري.