سامي النصف

الكارثة القادمة الشهر المقبل

مع قدوم شهر أكتوبر كل عام تنخفض الحرارة وتنشط الڤيروسات وتبدأ الإنفلونزا في الانتشار السريع ومن ثم لا يخلو بيت في الكويت من المصابين بها، وقد جرت العادة ان يلزم المصاب الفراش ويستعين بالأدوية المتوافرة بالصيدلية العامة او المنزلية اضافة الى شرب السوائل والاكثار من عصير الليمون والبرتقال وأدوية الكحة.. الخ، لتخفيف اعراض المرض.

هذا العام الوضع مختلف، فمع بداية الاصابة التي ستحدث الشهر المقبل ـ سواء فتحت المدارس أو أغلقت ـ سيضطر مئات آلاف المصابين للتوجه للمستوصفات والمستشفيات لمعرفة نوع الانفلونزا، وما اذا كانت الانفلونزا المعتادة او انفلونزا الخنازير، وهنا سيبدأ الاشكال الكبير حيث لا نملك المراكز الصحية الكافية لاستقبال جميع تلك الحالات.

فلماذا لا تحضر منذ الآن شبرات كيربي مؤقتة توضع بالقرب من المراكز الصحية وفي الأماكن العامة المختلفة تختص فقط بفحص المصابين بالانفلونزا ومعرفة نوع الاصابة واعطائهم العلاج اللازم دون عرقلة العمل اليومي المعتاد للمراكز الصحية الدائمة، هذه المراكز المؤقتة ان أقيمت فستمنع الازدحام والفوضى والخوف والهلع الذي سيصاحب انتشار الانفلونزا المتوقع الشهر المقبل، فهل نفعل؟!

ومن الأمور الموجودة في البواخر السياحية التي يضر بها انتشار الأمراض فيها وجود مطهرات يد يفرض على كل راكب ان يغسل يده بها فور دخوله الباخرة وقبل دخوله لمطاعمها وأماكن الترفيه فيها، ويمكن عمل الشيء ذاته في بلدنا عبر وضع مطهرات مجانية قبل دخول المساجد والمدارس والجمعيات والمطاعم ودور السينما.. الخ، ويمكن كذلك تشجيع الأهالي على عمل الشيء نفسه عند مداخل الڤلل والشقق اي وجود مطهرات يد لا يدخل احد المنازل دون استخدامها ولن تزيد كلفتها خلال موسم العدوى عن دنانير قليلة لا تقارن بثمن الأرواح التي يمكن ان تدفع بسبب الإهمال في حماية انفسنا.

ومن الأمور الهامة ان نأخذ بتلك الاجراءات التطهيرية والوقائية لمدة طويلة حتى لا يصل الشهر المقبل اي شهر الاصابة وقد مل الناس من تلك الاجراءات بحجة ان شيئا سيئا لم يحدث (!) فتصاب الجموع بمقتل، الأمر الآخر ضرورة ان نكثر من استخدام حبوب ڤيتامين «س» وشرب المياه وعصائر الليمون والبرتقال وأكل البصل والثوم واستخدام مطهرات اللوز «قبل» الاصابة لا «بعدها» اي كوسيلة للوقاية لا العلاج مع دخول شهر أكتوبر.

ونرجو ان يرتفع البعض الجاهل والمأجور والمدغدغ لمستوى الكارثة المتوقعة القادمة فيتوقفوا عن نقد المسؤولين المختصين ويتركوهم وكوادرهم ليكافحوا «سرايات» الموت المقبلة، فمواقفهم المشينة وتأثيرهم على القرارات الرسمية أصبحت أشبه بالغزو الثاني حيث قد تتسبب في وقوع عدد ضحايا يقارب ضحايا الغزو الأول التي لم تكن تزيد عن المئات في بدايته، والله يستر واكرمونا بسكوتكم او تحملوا مسؤولية اقوالكم ومواقفكم ان بقي من ضمائركم المستأجرة شيء!

آخر محطة:

وصلتنا رسالة من المهندس الفاضل محمد البغيلي يخبرنا عبرها بإشهار و«تأسيس الجمعية الكويتية للسلامة والوقاية من الحريق»، نرجو ان يكتمل تأسيس تلك الجمعية الهامة ويتم دعمها وان تقوم بدور فاعل في تثقيف المجتمع بأخطار الحرائق والحد منها.. وبالتوفيق.

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *