د.غازي القصيبي ود.احمد الربعي مبدعان خليجيان يتشابهان كثيرا في عقليهما النيرين وافكارهما الخيرة، وقد تولى د.القصيبي وزارتي الكهرباء والصحة ثم ترك الاخيرة بعد ان ارسل قصيدة عتب للملك فهد بن عبدالعزيز، طيب الله ثراه، الا ان تلك القصيدة لم تمنع تعيينه سفيرا للملك في البحرين ثم في بريطانيا حيث شكلت مقالاته المعنونة «في عين العاصفة» ولقاءاته الاعلامية خط الدفاع الاول لبلده وخليجه ضد افتراءات البائد صدام.
وبقي د.القصيبي سفيرا في لندن حيث اصدر ما يقارب 22 كتابا في علوم الادارة والأدب والسيرة الذاتية تعتبر وبحق اضافة للمكتبة السعودية والعربية مفندا قول من يدعي ان دول الخليج هي نفط فقط، كما ستخلد تلك المطبوعات سيرة القصيبي العطرة وتبقيها حية امام الاجيال المقبلة، ومازال «ابويارا» وهو في طريقه للثمانين وزيرا مبرزا يخدم بعمله وفكره المميز بلده.
في المقابل نزل د.الربعي الانتخابات البرلمانية وسمي بـ «الساحر» لفوزه بمعجزة امام من دفع لهم للترشح امامه واسقاطه، وبعد ذلك الفوز رشحه زملاؤه اعضاء مجلس الامة لتقلد الوزارة التي خرج منها سريعا مع اول اعادة تشكيل وزاري ليعود منشغلا بهموم العيش والحياة حتى اصابه المرض وانتقل الى رحمة الله وهو في عز شبابه وعطائه دون ان يخلف كتبا مطبوعة تحيي ذكره وتوصل للاجيال المقبلة فكره وتضعه في المكانة التي يستحقها كراية كويتية مضيئة، وكم استمعت منه لشكاوى مريرة ابان سفراتنا المتكررة للخارج.
والملاحظ ان «الظاهرة القصيبية»، اي المحافظة على المبدعين في مختلف مجالات الحياة ودعمهم، موجودة في اغلب الدول العربية والاجنبية الاخرى ومنها مصر التي حصدت عبر ذلك الدعم ابرز المناصب والجوائز العالمية والبطولات الدولية بشكل لا يتناسب اطلاقا مع حجمها وعددها الصغير مقارنة بالتعداد العالمي، بينما «تنفرد» الكويت بظاهرة الفخر بتخذيل ومحاربة المبدعين ثم يتساءل بعدها من قام بالتخذيل «ليش تقدم الآخرين وتخلفنا؟» والجواب بالطبع يكمن في البحث عن اقرب مرآة، والنظر فيها!
آخر محطة:
1 – من «قصيبييهم» الذين دعموهم وحافظوا عليهم مطرب العرب محمد عبده وهداف العرب سامي جابر (اعتزل وهو في الاربعينيات) واعلامييهم عبدالرحمن الراشد وطارق الحميد وجمال خاشوقجي وتركي الدخيل وفنانيهم ناصر القصبي وزميله اصحاب طاش ما طاش وشاعرهم خلف هذال العتيبي وقائمة طويلة تضم الآلاف.
2 – ومن «ربعيينا» الذين خذلناهم شادي الخليج ومصطفى احمد وعبدالمحسن المهنا وهداف العالم جاسم الهويدي (اجبر على ترك الملاعب وهو في العشرينيات) وسعد الفرج وعبدالحسين عبدالرضا ويوسف الجاسم والآلاف غيرهم
و.. آه يا بلد يفخر وينتشي بقتل الكفاءات!